الرئيسية
السيرة الذاتية
نشاط عربي ودولي
مكتبة الصور
الفيديو
سجل الزوار
القائمة البريدية
اتصل بنا
خريطة الموقع
جديد الأنشطة الاعلامية
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
05-19-2011 08:01
لن نلقي دروساً وعبراً عن أصول الممارسة الديمقراطية وأخلاقيات العمل البرلماني، ولن نضع عمامة السادة أو نلبس قفطان خطيب الجمعة، لنبين حكم الشريعة في الخروج عن أدب الحديث، وعن أسلوب الدعوة بالتي هي أحسن، لينقلب العدو إلى ولي حميم، ولن نحاول أن نكون لجنة تحكيم أو مجلس تأديب لنحدد المذنب والبريء أو لنوزع المسؤولية بين الأطراف، أو لنضيع الحق في دهاليز التحقيق.
ولن نتوجه إلى ممثلي الشعب أو الممثلين عليه، لأن العديد من هؤلاء لم يعد لهم وللأسف الشديد من المصداقية ما يجعلهم أهلاً لأن يكونوا من أهل الحل والعقد.
نحن نتوجه إلى المواطن، كل مواطن، شارك في الانتخابات، أو تقاعس عن ممارسة حقه هذا، نتوجه إليه باعتباره هو الأصل وهو الهدف وهو الأمل، ونتوجه إليه باعتباره صاحب المصلحة الأولى والأهم في سلامة الوطن، لأن مصلحة الوطن لا يمكن أن تختلف عن مصلحته، نتوجه إليه بكل صراحة وبكل وضوح وبكل احترام، لنقول له إنك وللأسف الشديد تحصد اليوم ما زرعت يوم الانتخاب، ومن يزرع الريح يحصد العاصفة، وإنك لا تجني من الشوك عنباً.
تحصد اليوم نتائج انتخاب ممثليك على أساس القرابة والنسب والعائلة والقبيلة والطائفة، وربما على أساس المجاملة والخجل، وربما حسب المبلغ الذي دفعوه بدلاً من المبدأ الذي يدافعون عنه.
تحصد اليوم نتائج انتخاب ممثليك ممن يرون في الديمقراطية سلم وصول لا أسلوب قرار، وممن يرون في الاستجوابات فرصة تكسب، وفي التصويت بالاقتراع أو بالمقارعة فرصة مكاسب.
نحن نحصد نتائج شراء الأصوات وبيعها، ونتائج الانتخابات الفرعية وضيق أفقها، ونتاج الاصطفاف القبلي والطائفي والعائلي على حساب الصف الوطني.
نحن نحصد نتائج سياسة الشيوخ والفداوية، فلكل شيخ نوابه ولكل نواب شيخهم، والكل مع الكل، والكل ضد الكل، وعدو عدوك صديق، وصديق عدوك عدو، وآخر همومهم مصلحة الوطن.
الديمقراطية براء، ومجلس الأمة باعتباره المؤسسة الأهم للديمقراطية براء، والدستور براء، فلا يوهموك ـ أيها المواطن ـ بغير ذلك.
إن الديمقراطية لا يمكنها وحدها أن توفر الحكم الصالح ما لم يمارسها ديمقراطيون صالحون. والإشكالية الحقيقية ليست في اختيار الديمقراطية كنظام حكم وأسلوب إدارة وتنمية، بل الإشكالية في حماية الديمقراطية ذاتها من الفساد.
فالنظام الديمقراطي الذي ينخره الفساد أشد خطراً من النظام الاستبدادي.
وأخطر أعداء الديمقراطية هم الديمقراطيون الفاسدون. ذلك أن دور المال والطائفية والقبلية في شراء الناخبين وتوجيه النواب يهز شرعية المقاعد البرلمانية، ويحول دور المجالس النيابية من التشريع إلى إضفاء الشرعية، ومن الرقابة على المقاعد الوزارية إلى ترقب الجلوس عليها.
في يوم الانتخابات القادمة ـ قرب هذا اليوم أم بعد ـ لا تنتخبوا مفسدي الديمقراطية وفاسديها. يوم الانتخابات القادمة تذكروا ما حصل أمس في مجلس الأمة، واتقوا الله في وطنكم، واحفظوا وطنكم في اقتراعكم، واحترموا أنفسكم فلا تنتخبوا إلا من تحترمونه ويحترم كرامتكم.
|
خدمات المحتوى
|
محمد جاسم الصقر
تقييم
|
|
|