الرئيسية
السيرة الذاتية
نشاط عربي ودولي
مكتبة الصور
الفيديو
سجل الزوار
القائمة البريدية
اتصل بنا
خريطة الموقع
جديد الأنشطة الاعلامية
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
07-18-2010 08:00
من المؤسف أن يكون ضرورياً بين الحين والحين تذكير الرؤوس الحامية في الكويت والعراق أن الجغرافيا والتاريخ قدَران لا فكاك منهما، وأن الشعوب العاقلة تستفيد من مآسيها وتتطلع إلى المستقبل.
فمرة جديدة تنطلق التصريحات العشوائية والانفعالية في الكويت، وخصوصاً من قِبَل النواب لتستنكر كلاماً منسوباً إلى مسؤول عراقي تم نفيه على كل المستويات، وكأن العلاقة الكويتية - العراقية مازالت عند مرحلة التسعينيات أو قبل سقوط نظام الديكتاتور، وكأن أصحاب الأصوات المرتفعة لم ينتبهوا إلى التغييرات الجذرية التي حصلت، ولم يعلموا أن هناك تبادلَ سفراء وعلاقات تتحسن وقضايا قليلة باقية آخذة في الحل.
وصراحةً نقول إن الكلام غير العاقل لا يذهب هباء بل يلعب دوراً تخريبياً ضد مصلحة البلدين. وإذ لا نتجاهل أن كلاماً مشابهاً يصدر في بعض الأحيان من سياسيين عراقيين إلا أنه لا يعبر عن سياسة رسمية ولا عن قوى سياسية حقيقية، بل عن استثناءات تحاول الاستفادة من الكلام الشعبوي الشاذ.
والمسؤولية عن تضخيم الأحداث لا تقتصر على السياسيين والنواب الكرام، بل يتحملها أيضاً بعض الإعلام اللاهث وراء الإثارة، وكأن لا قيمة للأصول المهنية ولا لواجب التدقيق والتأكد من المصادر قبل النشر. وهو سلوك خطير لأن تأثيراته لا تتبخر في الهواء، بل تحفر في النفوس وتَنكأ الجراح حتى ولو كان مبنياً على شائعات وأكاذيب.
قلنا وكررنا أن الكويت تحتاج إلى العراق، والعراق يحتاج إلى الكويت، وليست العلاقات بين البلدين مجرد شعارات وكلام عن محبة ووئام بين شقيقين، بل إنها مصلحة أساسية لكل منهما على الصُّعُد الاقتصادية والسياسية والثقافية والإنسانية.
لن نعود إلى التاريخ ووشائج القربى بين العراق والكويت؛ فالكل يعرف ذلك. ولا نريد العودة إلى الفصول البشعة، وأسوأها المدموغ بخاتم صدام. لكننا نؤكد ضرورة أن نتطلع إلى أمام، ونتفاءل بتصريحات المسؤولين في الجانبين الذين أكدوا في الأيام القليلة الماضية، ورداً على الشائعات، أن لا رجعة في العلاقات، ونقدر خصوصاً تصريحات وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي شدد على التزام العراق القرارات الدولية واحترام سيادة الكويت. وفي المقابل ينبغي علينا ككويتيين إدراك أن العراق لن يبقى مدى الحياة تحت الفصل السابع، ولا مصلحة للكويت أن ترى جارها أسيراً لهذا الفصل، فمصير العراق الخروج منه ليعود دولة عادية في المنطقة تمارس دورها الطبيعي بلا أطماع ولا طموحات تفتئت على حقوق الجيران.
لكن إذا كان خروج العراق من الفصل السابع أمراً مرغوباً، فإن التشديد على تطبيقه كل الالتزامات ضروري ومهم، وهو تطبيق يجب أن يحتمل المرونة مع ترسيخ الثقة بين البلدين على كل المستويات والبناء على الإيجابيات وصفاء النيات.
|
خدمات المحتوى
|
محمد جاسم الصقر
تقييم
|
|
|