الرئيسية
الأنشطة الاعلامية
|
أخبار عامة محمد الصقر يترأس الجلسة الاولى لمؤتمر مجلس العلاقات العربية والدولية صباح يوم 11 فبراير 2013 |
02-12-2013 01:12
تطرق المتحدثون في الجلسة الأولى لمؤتمر العلاقات العربية والدولية التي ترأسها السيد / محمد جاسم الصقر رئيس المجلس ، عن الاحداث التي أثرت في العلاقة مابين العالم العربي والدول الغربية.1 - صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل الفيصل: أميركا تركت خلفها في العراق نظاماً سياسياً طائفياً يقود إلى التفرقة بدوره، قال رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل في كلمته: "قبل أن أبدأ كلمتي أحب أن أعلق على كلمة رئيس الجلسة محمد الصقر، فالشعوب العربية ليست مقهورة، والدليل على ذلك الانتفاضات التي يشهدها الوطن العربي مؤخراً"، مضيفاً: "لو كنت نائباً كويتياً لأيدت مرسوم سمو أمير البلاد الرامي إلى تعديل قانون الانتخاب الأخير". وأضاف الفيصل أن "الولايات المتحدة انسحبت من العراق كما وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما، ولكنها بدلاً من أن تخلف نظاماً ديمقراطياً يحقق تطلعات العراقيين إلى عراق مستقر وحر وموحد وتنمية شاملة تعوضهم عن سنوات الحرب والحصار تركت وراءها نظاماً سياسياً طائفياً يسهم في استمرار عدم الاستقرار ويقود العراق إلى الخلف بتفرقة مكوناته الاجتماعية المتعايشة والمتجانسة على مدار قرون". وحذر الفيصل، في الوقت ذاته، من تكرار المشهد لدى الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وتركها لمصيرها "كما فعلنا في تسعينيات القرن الماضي عند تحريرها من الغزو السوفياتي". قال رئيس مجلس ادارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية الأمير تركي الفيصل «اذ لا سبب يبرر الارهاب الذي ادى الى ارتكاب جريمة الحادي عشر من سبتمبر فانه لا سبب ايضا كان يبرر ردة الفعل الانتقامية الشاملة التي تجاوزت معاقبة من ارتكب ذلك العمل الاجرامي». وأضاف الفيصل في كلمته خلال الجلسة الأولى لأعمال مؤتمر مجلس العلاقات العربية والدولية أمس «لقد انسحبت الولايات المتحدة من العراق كما وعد اوباما لكنها بدلا من ان تخلف نظاما ديمقراطيا يحقق تطلعات العراقيين الى عراق مستقر وحر وموحد وتنمية شاملة تعوضهم عن سنوات الحرب والحصار تركت وراءها نظاما سياسيا طائفيا». وشدد على ان الجهود الأميركية لتسوية القضية الفلسطينية ضاعت بسبب تعنت إسرائيل. وفي ما يلي نص الكلمة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، أود في البداية أن أشكر مجلس العلاقات العربية والدولية على دعوته الكريمة لي للحديث امام هذا الجمع المتميز، والشكر موصول للاخ الاستاذ محمد الصقر رئيس المجلس وزملائي الكرام لجهودهم في تنظيم هذا الملتقى. الاخوات والاخوة قبل ما يقارب الاربعة أعوام وقف الرئيس الاميركي باراك حسين اوباما في جامعة القاهرة مخاطبا العرب والمسلمين، داعيا الى قلب صفحات ملونة بالوان قاتمة هي الوان الدم والرماد والدخان والصدأ في كتاب تاريخ العلاقات العربية الاسلامية- الاميركية، ومتعهداً بفتح صفحات بيضاء جديدة تكتب بلغة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. كانت هذه الصفحات القاتمة تتضمن تاريخ ثماني سنين، هي تلك التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، والتي وصلت فيها العلاقات بين الطرفين. بكل جوانبها. الى أصعب لحظة في تاريخها، اذ كان العداء، والحروب، والارهاب، والانتقام، والكراهية، والخوف، والتوتر، وفقدان الثقة، والتحقير، والتشويه الديني والحضاري والثقافي والسياسي عناوين تلك السنوات العجاف. وهي العناوين نفسها التي ارادها المتطرفون من الجانبين منطلقا لحرب حضارية ودينية ممتدة لا تبقي ولا تذر، مسرحها العالم أجمع تحقيقا لتنبؤات وهمية بأن صدام الحضارات والسيادة النهائية للنموذج الليبرالي الغربي وهيمنة السلام الأميركي (Pax Americana) هي مستقبل العالم وقاعدة السياسة الدولية المستقبلية. لحسن الحظ سقط رهان هؤلاء سريعا بعد الاصطدام بالواقع والوقوع في وحل الحرب في افغانستان والعراق، وتعاظم الاستنزاف المادي والبشري والاخلاقي، والدخول في ازمة مالية عالمية. لم يكن ما ورد في خطاب الرئيس اوباما في حفل تنصيبه الاول في يناير 2009، وفي خطابه القاهري في ابريل من العام نفسه حول ضرورة ايجاد بداية تفاعلية مع العالم الاسلامي الا صدى لما كان يعتمل في الوجدان الاميركي قبل انتخابه من ضرورة تصويب المسار والعودة بالامور الى سياقها الطبيعي، وهي ان حرب الولايات المتحدة انما هي حرب على الارهاب والارهابيين وليست حربا على العرب والمسلمين، وما يمثلونه من دين وتاريخ وحضارة وثقافة وقيم انسانية، وما يمثلونه ايضا من اهمية في مواقعهم الجغرافية ومصادرهم الطببيعية واسواقهم الواسعة، ما يعني ضرورة الحفاظ على المصالح الاستراتيجية الاميركية العليا التي ترسخت في العالم العربي على مدار عقود طويلة، والتي قد يصبح ضيحة لسياسة غير حكيمة، ان استمرت فسوف يترسخ العداء والكراهية بين الشعوب العربية والاسلامية والولايات المتحدة الاميركية. الاخوات والاخوة لقد رحب الكثيرون في الوطن العربي بهذا التوجه الجديد في السياسة الاميركية وعلقوا امالا عريضة على باراك اوباما بانه قد يكون الرئيس الذي سوف يتنبه للاسباب التي ادت الى ذلك الوضع المتأزم في العلاقات بين العرب والولايات المتحدة وان يرشد السياسات المسؤولة عن الحالة التي اوصلت العلاقات الى هذا المستوى المتردي، والتي قد تكون اسهمت ايضا في نشوء حالة غضب وشعور بالاهانة لدى اجيال عربية واسلامية جراء هذا السياسات غير المقبولة وبالتالي اوجدت الارضية والبيئة الصالحة لنمو وتعظيم مشاعر العداء والتطرف، وهو ما رأيناه متمثلا في تنظيم القاعدة وتفرعاته وافعاله. واذ لا سبب يبرر الارهاب الذي ادى الى ارتكاب جريمة الحادي عشر من سبتمبر فانه لا سبب كان ايضا كان يبرر ردة الفعل الانتقامية الشاملة التي تجاوزت معاقبة من ارتكب ذلك العمل الاجرامي بعيدا عن قواعد القانون الدولي والشرعية الدولية. لقد ادى رد الفعل ذلك الى ان تدخل الولايات المتحدة ولاول مرة في تاريخ علاقاتها مع العالم العربي والاسلامي في مواجهة عدوانية مباشرة لقد تحولت حربها على القاعدة وطالبان في افغانستان الى حرب استنزاف ممتدة حتى اليوم وضحيتها القتلى الابرياء كما ان حربها غير الضرورية في العراق تحولت الى مأساة انسانية وسياسية واقتصادية واجتماعية يدفع العراق والعالم العربي ثمنها حتى اليوم ايضا وفي ظل ذلك الوضع تراجع، رغم كل التصريحات والاعلانات والمبادرات الاهتمام الجدي بحل القضية المركزية في المنطقة والتي هي سبب رئيس من اسباب انعدام الثقة الدائم بين العرب والولايات المتحدة واعني القضية الفلسطينية والصراع العربي - الاسرائيلي واطلقت يد اسرائيل في سرقة المزيد من الارض الفلسطينية وتعطيل عملية التسوية وشن العدوان كلما ارادت على لبنان وغزة. الاخوات والاخوة نعم، لقد انسحبت الولايات المتحدة من العراق كما وعد اوباما ولكنها بدلا من ان تخلف نظاما ديمقراطيا يحقق تطلعات العراقيين الى عراق مستقر وحر وموحد وتنمية شاملة تعوضهم عن سنوات الحرب والحصار تركت وراءها نظاما سياسيا طائفيا يسهم في استمرار عدم الاستقرار ويقود العراق الى الخلف بتفرقة مكوناته الاجتماعية المتعايشة والمتجانسة على مدار قرون، وهو نظام عاجز عن بناء دولة وطنية عراقية تستوعب كل ابنائها وتعود فاعلة في محيطها وعالمها العربي، بدلا من ان تكون صنيعة لطموحات ايران وسياساتها في المنطقة وفي الوقت نفسه اثبت الفشل في العراق تهافت نظريات وسياسات فرض الديمقراطية على الشعوب واثبت ان النظم السياسية الشرعية هي وحدها التي تقيمها الشعوب بما يعكس تطلعاتها ويحقق طموحاتها في سياق بيئتها وثقافتها وقيمها. ونعم، وكما وعد اوباما تجري الخطط على قدم وساق للانسحاب من افغانستان في نهاية عام 2014، وهنا لابد من القول ان هذا الانسحاب لا ينبغي ان يكون تخليا عن افغانستان او تركها لمصيرها كما فعلنا في تسعينيات القرن الماضي عند تحريرها من الغزو السوفيتي، بل يجب ان توضع الخطط من الان لاستمرار دعم ومساعدة هذه الدولة المنكوبة وشعبها المظلوم وتتحمل الولايات المتحدة مسؤولية ذلك لان تنمية هذه الدولة وانتشالها من براثن الامية والقفز والتخلف خير ضمانة لعدم عودتها الى الوراء وتركها فريسة لقوى التطرف والارهاب وعلى الولايات المتحدة ان تشحذ همم المجتمع الدولي لهذا الغرض. ونعم، وكما وعد اوباما تحولت الحرب على الارهاب من حرب على العرب والمسلمين الى حرب على الارهابيين فاستمرت الدول العربية والاسلامية المهددة بالارهاب وضحيته شركاء في هذه الحرب على الارهابيين كما كانوا منذ بدئها ونسقت الجهود لمواجهة هذه الظاهرة العابرة للحدود والقوميات والاديان وفي هذا السياق لابد من الاشارة الى انه من دون تعاون الدول العربية والاسلامية وخاصة المملكة العربية السعودية لما كان في ميسور الولايات المتحدة وحدها تحقيق النجاحات التي حققتها وتحققها في هذه الحرب. لا شك في ان هذه التحولات في السياسة الاميركية اسهمت في تخفيف حدة الاحتقان الذي سببته هذه السياسات نفسها، واسهمت في نزع فتيل استمرار التوتر العام، وسهلت وتسهل فرص التعاون بين الجانبين لمعالجة تداعيات هذه الاخطاء والعودة بالعلاقات الى وضع افضل لكن هذا كله ليس بكاف على المستوى العربي والاسلامي اذ تبقى عقدة العلاقات العربية - الاميركية الدائمة وهي قضية فلسطين والصراع العربي - الاسرائيلي وما لم تحل هذه العقدة فان عدم الثقة والتوتر سوف يبقيان عنوانا للعلاقات العربية - الاميركية. لا يمكن انكار تطور الموقف الاميركي من هذه القضية خلال العقود الماضية ولا يمكن انكار الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة تسوية سياسية عادلة لهذه القضية العادلة، لكن وااسفاه ضاع كثير من هذه الجهود هباء بسبب تعنت اسرائيل وغطرستها ومماطلتها كل ذلك والولايات المتحدة الاميركية مستمرة في مساندتها العسكرية والسياسية والاقتصادية والمالية والتكنولوجية، بما يجعلها شريكة شراكة كاملة في استمرار الاحتلال والتعنت والغطرسة والمماطلة الاسرائيلية واعاقة تنفيذ الاتفاقات النافذة مع الفلسطينيي. وهذا موقف يتعارض تماما مع المبادئ والقيم التي قامت عليها الولايات المتحدة كما يتعارض كذلك مع المبادئ الاخلاقية والانسانية والقانونية الدولية، ويضر بالمصالح الاميركية في الوطن العربي ويبقي على سبب للغضب والكراهية لدى شعوب العالم العربي والاسلامي للولايات المتحدة. ان الولايات المتحدة الاميركية دولة عظمى وقائدة على المستوى العالمي ومسؤولة بالشراكة مع دول عظمى اخرى عن الحفاظ على الامن والسلام الدوليين، ومن الشائن ان تكون سياستها نحو قضية بمثل هذه الاهمية ومنطقة بمثل هذه المحورية صدى لسياسة الدولة المحتلة المخلة بمبادئ الشرعية الدولية وقوانينها وقراراتها المتعلقة بتسوية هذه المسألة. يعترف قادة اميركيون كثر بهذه الحقيقة، وان هذا الموقف يضر بموقفهم ومواقعهم ومصالحهم الاستراتيجية في المنطقة، لكنهم يعجزون عن اتخاذ القرار الصائب، ويعتذرون بقوة جماعات الضغط المؤيدة لاسرائيل وتأثيرها، وهذا قد يكون صحيحا لكنه ليس مانعا لادارة اي رئيس منتخب وقوي يريد فرض التسوية العادلة التي تخدم المصالح الاميركية الاستراتيجية العليا ولنا عبرة في قيادة الرئيس ايزنهاور في حرب السويس، والرئيس كارتر في كامب ديفيد والرئيس بوش الاب في مؤتمر مدريد. لقد وعد الرئيس اوباما بالعمل على حل الدولتين في خطابه القاهري قائلا: ان هذا السبيل يخدم مصلحة اسرائيل ومصلحة فلسطين ومصلحة اميركا، ولذلك سوف اسعى شخصيا للوصول الى هذه النتيجة متحليا بالقدر اللازم من الصبر الذي تقتضيه هذه المهمة، لكنه وااسفاه انسحب من هذه المهمة مبكرا عندما اصطدم بالتعنت الاسرائيلي فخشي خسارة فرصته في فترة رئاسية ثانية، ولم يكتف بذلك فقط، بل وقفت الولايات المتحدة في عهده ضد قرار قبول دولة فلسطين في منظمة اليونسكو، وضد قرار مجلس الامن بقبول فلسطين عضوا في الامم المتحدة في 2011 وصوتت اميركا ضد قرار الجمعية العامة برفع تمثيل فلسطين الى صفة دولة مراقب غير عضو في الامم المتحدة 2012، وفي سبيل اسرائيل ايضا، ورغم تاكيده الالتزام بالسعي لمنع امتلاك اي دولة للاسلحة النووية، قامت الولايات المتحدة بالغاء المؤتمر الخاص بجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من السلاح النووي الذي كان مقترحا عقده في العاصمة الفنلندية هلسنكي في شهر ديسمبر الماضي. والان وقد تخلص من اعباء السعي لولاية ثانية ونجح بالبقاء رئيسا لفترة ثانية هل سيعمل الرئيس اوباما بطريقة مختلفة لتحقيق وعده؟ هذا ما امله وامل ايضا ان تكون زيارته المرتقبة الى اسرائيل هذا الربيع بهدف اقناع اسرائيل والمواطنين الاسرائيليين بأهمية تحقيق السلام العادل في هذه المنطقة وبأسرع ما يمكن، ولاسيما ان العرب قد قدموا مشروعهم من خلال مبادرتهم للسلام وجاهزون للحل على اساس قرارات الشرعية الدولية، وان الحكومة الاسرائيلية هي من يعيق تحقيق السلام، وان يقول لهم: «لقد اثبتنا لكم على مر العقود الماضية اننا في صفكم وان امنكم من امننا، لكن صديقك من صدقك فكفى مماطلة فاللعبة مكشوفة، وان الواجب الاخلاقي للولايات المتحدة ومصالحها الاستراتيجية يملي عليها حسم هذا الموضوع بما يحقق العدالة لطرفي هذه القضية المزمنة، وان الولايات المتحدة لا يمكنها تحمل اعباء المخاطر التي قد يسببها فقدان الامل في حل هذه القضية، فهذا يهدد مصالح الولايات المتحدة، ويبقي على مشاعر العداء والكراهية، ويعدم الثقة من اكثر من ثلاثمئة مليون عربي ومع اكبر من مليار ونصف المليار مسلم، فالمنطقة والعالم يشهدان تحولات كبرى لم تتضح معالمها بعد، ولكنها. في كل الاحوال لن تكون في صالح مشروع اسرائيل التوسعي، او في صالح مشروع حل الدولتين، او حتى في صالح القيادة الاميركية عالميا، ايعقل ان تقبلوا ان يكون موقف الامة الاميركية العظيمة بمبادئها التي نفاخر بها هو ان تتقزم امام العالم وتصبح بمستوى دول اسمية مثل: ميكرونيزيا وناورو وبالاو في التصويت ضد قرار قبول دولة فلسطين «عضوا مراقبا» في الامم المتحدة مراعاة لكم، انكم بذلك تهينون الولايات المتحدة وتؤكدون عدم مصداقيتها. لقد حانت لحظة القرارات الحاسمة» وبعد هذا القول فلننتظر ونر. الاخوات والاخوة ان ما عرضته فيما سبق يلخص على مستوى العقل الشعبي للامة عربية كانت ام اسلامية ما بيننا وبين الولايات المتحدة من عوامل للتوتر وعدم الثقة، ولكن ينبغي ان نكون موضوعيين ونعترف بواقعنا اننا في النظام الدولي نعمل كدول مستقلة ولكل دولة مصالحها الخاصة التي قد تلتقي او تختلف مع الدول الاخرى، ولكل دولة علاقاتها الثنائية الخاصة مع الولايات المتحدة، والعلاقات الاميركية الثنائية مع كثير من دولنا ظلت جيدة واستراتيجية حتى خلال تلك السنوات الصعبة التي اعقبت احداث الحادي عشر من سبتمبر. ولنعترف أيضا بأن كثيرا من دولنا حيدت علاقاتها الثنائية مع الولايات المتحدة عن القضايا ذات الطابع العام، مثل: القضية الفلسطينية، وحتى في الحرب على العراق. وكل ذلك كان يدفع بصانع القرار الاميركي وصناع القرار في دول اخرى الى تجاهلنا وتجاهل مواقفنا، واستغلال نقاط ضعفنا، وهو ان كلا منا يعمل لمصالحه الخاصة حتى ونحن نتحدث عن القضايا العامة للامة، واننا لم نوظف مصادر قوتنا وقوة علاقاتنا الثنائية لخدمة القضايا الجامعة لنا التي تتوحد حولها مشاعر شعوبنا. وعليه، فنحن ايضا علينا مسؤولية وينبغي ان تكون العلاقات الثنائية الوثيقة في أحيان كثيرة بين دولنا والولايات المتحدة سبيلا لخدمة القضايا المؤثرة على مستوى عالمنا العربي والاسلامي. ان من مصلحة بلداننا كسب صداقة الولايات المتحدة وتوثيق العلاقات معها ثنائيا وجماعيا وهذا يتطلب منا ومن الولايات المتحدة الاميركية ان تعالج تداعيات الاخطاء السابقة، وان نتقدم من خلال لغة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة على مستوى الدول والشعوب. مطالبات الفيصل من إدارة الرئيس الأميركي 1- تأييد مبادرة السلام العربية والعمل في سبيل تحقيق السلام في الشرق الاوسط بجدية اكبر مما فعلته في فترة الرئاسة الاولى، بل العمل على فرض السلام ان لزم الامر بقرار من مجلس الامن. 2- الزام اسرائيل بوقف اعتداءاتها المتكررة على غزة ولبنان، والزامها بالانسحاب من اية أراض محتلة في لبنان، ما سيزيل أي مبرر لتمسك حزب الله بسلاحه، واستمرار التدخل السوري والايراني في شؤون لبنان. 3- اتخاذ موقف واضح وصريح من الأزمة السورية، والعمل مع مجلس الأمن الدولي. او من دونه ان استمر الموقف الروسي والصيني في اعاقة عمله. لوقف نزيف الدم والمجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه مع تأكيد وحدة سورية واستقلالها. وذلك بتسليح المعارضة السورية بوسائل الدفاع الجوي ومضادات الدبابات والمدفعية الثقيلة لتتساوى الكفتان ويجبر نظام الاسد للدخول في مفاوضات مجدية مع المعارضة السورية. 4- دعم استقرار دول «الربيع العربي» ومساندتها لتجاوز أزماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكيلا تكون بؤرا للفشل والتطرف، وبالتالي يتزعزع الاستقرار الإقليمي. 5- العمل بجدية من أجل شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل، بمظلة أمنية تضمنها الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وحوافز أخرى للدول التي تنضم اليها ومعاقبة ولو عسكريا، الانظمة التي ترفضها او تشرع في الحصول على أسلحة دمار شامل. وهذا سيزيل قضية المعايير المزدوجة التي تستخدمها الحكومة الايرانية لرفع مستوى التأييد بين شعبها لسياستها النووية، وسينهى ايضا الهموم الامنية التي يبرر بها القادة الاسرائيليون امتلاكهم لأسلحة نووية. 6- ينبغي الا تتم اية مفاوضات او اتفاقات صريحة او ضمنية مع ايران حول برنامجها النووي دون علم او مشاركة دول مجلس التعاون الخليجي، لان ذلك يهدد مصالحها وامنها، وفي هذا السياق اقترح ان يضم مجلس التعاون الى مجموعة 5+1 المفاوضة مع ايران. 2 – معالي الاستاذ / محمد بن عيسى أوضح وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الأسبق محمد بن عيسى أن الحديث عن العالم العربي والاتحاد الاوروبي، في الظرف المتقلب الراهن يتسم بصعوبات بالغة، فالتطورات الحاصلة في كليهما بسرعة وتوالي المفاجآت، يربكان اي محلل يحاول تحديد اطار منهجي لتناول الموضوع بغية الوصول الى استنتاج نهائي او شبيه بذلك. وقال بن عيسى في الجلسة الأولى لمؤتمر العلاقات إن عددا من الدول العربية تعرض الى ما يسمى بالربيع العربي، فبينما ذهبت التوقعات نحو الاعتقاد في قيام انظمة "ديمقراطية" تحقق الاصلاح الشامل وترسخ العدالة الاجتماعية والحريات، وتحارب الفساد، لاحظنا ان التيارات "الاسلاموية" هي التي استفادت واستحوذت اكثر من التيارات السياسية الاخرى العارضة، على حصيلة "الحراك" ونتج عن ذلك كما نرى حاليا اضطراب الاستقرار وانعدام الامن في دول المنطقة العربية مسرح "الاحتجاج" وبدل ان يصبح "الربيع العربي" مصدر قوة وعاملا فاعلا من اجل التجديد والتغيير، كما كان يتمنى الذين فجروه فانه حمل معه اسباب ضعف تلك الدول، واظهر شروخا في المجتمعات وايقظ صراعات خطيرة تنذر بمواجهات مذهبية وطائفية قد تكون ذات عواقب وخيمة على وحدة الشعوب والدول. الاتحاد الأوروبي وأضاف بن عيسى ان "الاتحاد الاوروبي من جهته فاجأ العالم بأوضاعه وبما يحدث داخله من تفاعلات وتحولات اقتصادية وسياسية، بدأت تفرز ظواهر سلبية اذ انعشت تلك التحولات احزاب اليمين المتطرف كما ان اقتصاديات بعض البلدان الاوروبية باتت مهددة بما يشبه الانهيار المالي والكساد الى مدى قد يطول"، مشيرا الى "أننا أمام عالمين كليهما في حالة فوران شديدة لاسباب مختلفة، بعبارة اخرى فاننا نعيش عربا واوروبيين نقلة حضارية تاريخية تطال كل مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية، نقلة افرزتها العولمة واسقاطاتها على انظمة الحكم ومنظومة القيم ونمط العيش". العالم العربي وبين ان "أوروبا اعتراها ضعف، باعتراف قياداتها ونخبها، وأصبحت في وضعية غير مستقرة على حال، فالاتحاد الاوروبي، كفضاء وحدوي ورغم الجهود المبذولة، لم يكسب كل الرهانات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية التي وضعها القادة نصب أعينهم على مدى العقود الماضية ويجوز القول ان المشروع الاوروبي متعثر ويحتاج الى دفعة قوية كما ان الأزمة المالية الحالية عمقت نفس الشعور لدى شرائح اجتماعية عريضة في الدول الاوروبية، وجعلها ترفع شعار العودة الى الحدود الوطنية". وتساءل بن عيسى: "هل يدرك الغرب عمق وابعاد التحولات الحاصلة في العالم العربي وتعقيداتها قبل القيام بعملية التصنيف؟". ونبه بن عيسى الى أن "دولا عربية ربما يتهددها شبح التفتت والحروب الأهلية والصراعات البينية، والمشهد المخيف بدأ في السودان وانتقل، في صور أخرى، الى ليبيا ثم اليمن ألا يعتبر الصراع الدائر حاليا في سورية بوصلة المستقبل الغامض؟ في كل الأحوال سيكون الأوروبيون الخاسر الأكبر أمام القوة المتعاظمة للولايات المتحدة، انها سيناريوهات قائمة، والمؤمل ان نفاجأ بعكسها". وأكد أن ما يدعو للتفاؤل بمستقبل العالم العربي، وجود جيل جديد، له طموحات مغايرة تطبعها ثقافة العصر وقيم العولمة وبالتالي فقد تتغير التوقعات، ليس من تلقاء ذاتها، لانها ستخالف، اذ ذاك نواميس الطبيعة. لابد، اذن من جهد لتغيير المسار، مشيرا الى أن العالم العربي يحتاج إلى حكومات رشيدة، وادخال اصلاحات مؤسساتية عميقة على بنية الحكم، لا محيد عنها، لكن في المقابل على الغرب ان يراعي الارادة الوطنية للشعوب العربية وان يستبدل "إملاء الحلول" بتقديم المشورة والنصح، ليرسم العرب طريقهم المستقل نحو التنمية المستدامة واقامة نظام الحكم الرشيد. الشرق الأوسط 3 – الدكتور أياد علاوي ومن جهته قال رئيس القائمة الوطنية العراقية النائب في البرلمان العراقي الدكتور إياد علاوي ان منطقة الشرق الأوسط تمر بمتغيرات خطيرة في الوقت الذي لا تستطيع الولايات المتحدة الأميركية تلمس الطريق الصحيح لتحقيق السلام. وأكد الدكتور علاوي ضرورة ترتيب البيت العربي لتحسين وضع المواطن العربي، لافتا إلى أهمية اعادة صياغة العلاقات الدولية التي تقوم على احترام السيادة مع تحقيق وتعزيز المصالح المشتركة. وعن العلاقات العربية - الروسية، قال الدكتور علاوي ان الاتحاد السوفييتي كان حاضرا في أحداث خطيرة شهدها الوطن العربي مثل القضية الفلسطينية وحرب لبنان الأهلية وحرب العراق وايران، مؤكدا أن لروسيا مواقف واضحة في دعم القضايا العربية بالرغم مما آلت إليه بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. واشار الى ان التقارب الجغرافي بين روسيا والدول العربية منح العلاقة العربية - الروسية نوعا من الخصوصية والتفهم ونجحت في تجاوز بعض الأحداث التاريخية التي أبرزها حرب افغانستان في الثمانينيات وما آلت إليه الأوضاع في الحرب الباردة. مكافحة الإرهاب وأكد أن روسيا التي تنتج 10 ملايين برميل من النفط و20 مليون برميل مكعب من الغاز يوميا بامكانها بسط السلام، ومكافحة الارهاب، لافتا إلى أن قوى متطرفة بدأت تظهر بشكل جلي في بعض دول شمال افريقيا وبلدان أخرى مثل افغانستان وباكستان وبعض بلادنا العربية. وأضاف انه تحت اسم الربيع العربي أصبحت هناك فوضى وحالات من التطرف التي قد نحتاج إلى وقت لحين استقرار المجتمع المدني، مشيرا إلى أن اميركا جاءت بفكرة الديمقراطية وهي ليست غريبة على مجتمعاتنا وأرادت أن تفرض علينا تغيرات لأسباب لا أعلمها شخصيا، لكنها تسببت بانفلات حتى أميركا لم تحسب له حسابا، بعد أن ضربت هذه الديمقراطية دولا هي صمام أمان في المنطقة مثل مصر والعراق. وأشار الدكتور علاوي الى ان للاتحاد السوفييتي موقفا مميزا في دعم القضية الفلسطينية، مؤكدا أهمية استمرار هذا الدعم لحين ايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية التي تعتبر جوهر الصراعات في المنطقة منذ عام 1948 لبناء علاقات قوية ومتينة قائمة على التوازن والمصالح المشتركة والا تكون على حساب بعض الدول العربية. واوضح أن طلب الدول العربية من روسيا وقف الذبح في سورية يأتي لايقاف القتل والفوضى هناك ولعدم نقل هذه الفوضى الى الدول المجاورة مثل الاردن ولبنان والعراق، مؤكدا ان "توجهنا الى روسيا بخصوص الملف السوري لا يعني اننا متفقون معها بهذا الملف ولكننا نرغب بأن تعمل معنا من أجل ايقاف هذه الفوضى". وأكد الدكتور علاوي أن "أميركا عندما احتلت العراق لم يكن لديها تصور لمرحلة ما بعد الاحتلال فقامت ايران بدور سيئ في العراق وفي المستقبل ستكون هناك عواقب وخيمة على العراق وايران ايضا بسبب هذا تدخل ايران التي مهما حاولت فانها لن تستطيع ان تقتلع العراق ابدا". منطقة آسيا 4 – ريتشارد ارميتاج من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الامريكية السابق ريتشارد ارميتاج ان اصدقاء الولايات المتحدة من العرب ينظرون اليها في ظل تخوفهم في حال ما اذا ادارت اميركا ظهرها لهم، واكد ان بلاده تصب اهتمامها على منطقة اسيا وخصوصا المنطقة العربية التي تزخر بالنفط رغم وجود صراعات في العديد من اسيا، واوضح ان العرب اصدقاء تقليديون للولايات المتحدة، خصوصا في منطقة الخليج. واشار ارميتاج خلال كلمته في الجلسة الأولى لمؤتمر العلاقات العربية والدولية الى ان اقتصاديات بلاده متصلة باقتصاديات المنطقة ككل، وتطرق في حديثه الى الدور الايراني في المنطقة الذي وصفه بالمثير للغط، في اشارة منه الى محاولة ايران لاخذ مكانة خاصة في العالم، وذكر ان وزير خارجية بلاده جون كيري الجمهوري مهتم جدا بالمنطقة ومايدور فيها خصوصا عملية السلام، لافتا الى الزيارة التي سيقوم بها الرئيس باراك اوباما ووزير خارجيته الى المنطقة قريبا. عملية السلام ووصف انتباه كيري للمنطقة بالايجابي، املا ان يجد حلا للقضايا التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط، وبعث ارميتاج برسائل لمواطنه كيري قائلا: يجب الا تسند مهام عملية السلام في المنطقة لاشخاص اخرين وان تتبناها بشكل خاص، دون تسرع في ظل وجود هذه الصراعات، داعيا بلاده الى اقامة علاقات مع جميع الفرقاء وتحسين علاقاتها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو على ان تكون الولايات المتحدة قوية في قراراتها بخصوص المستوطنات لكن بصمت، معتبرا انه لا مجال الان للدخول في صراع مع اسرائيل. وتطرق ارميتاج الى ما اسماه بالتفاوتات الموجودة بين الشيعة والسنة في المنطقة معتبرا ان تدخل بلاده في العراق هو من احيا هذه النعرات الطائفية، كما تحدث عن نتائج الربيع العربي الذي انطلق منذ سنتين مشيرا الى الاحداث التي شهدتها مصر وتونس في الاونة الاخيرة، ليخلص الى ان الحراك العربي لا يزال مستمرا وانه ناجم عن العديد من العوامل ولم يقتصر على المطالبة بالديمقراطية والحرية فقط. ودعا بلاده الى الوعي التام لما يريده الشارع العربي، كما تحدث عن الدور التركي في المنطقة والتفاوت الموجود بين الليبراليين والمحافظين داخلها، داعيا بلاده الى الالتزام التام مع العرب بمختلف تقاربهم معها، كما دعاها الى عدم السماح لايران بامتلاك الاسلحة النووية، مشيرا الى ان الرئيس اوباما لم يسحب الورقة العسكرية تجاه ايران بعد. وتطرق الى التغيرات التي شهدها العراق والحالة السورية التي قال انها مختلفة، مشيرا الى ان المعارضة السورية لا ينقصها الاسلحة وانما ينقصها الاتحاد والتوافق، داعيا بلاده الى الوقوف مع تركيا والاردن ولبنان في استيعابهم للاجئين السوريين، كما اكد وجود التزام بلاده بملف السلام لتفادي الراديكالية التي قد تحدث في المنطقة. 5 – الدكتور كريستيان كوتس اولريك من جهته، قال مدير برنامج الكويت في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية د. كريستيان كوتس اولريك ان هناك مخرجات هامة في العلاقات العربية والاتحاد الاوروبي بما فيها دول الخليج، مشيرا الى ان هذه العلاقات تطورت عبر التاريخ لوجود اهداف مشتركة في العملية الانتقالية، مضيفا ان ما حصل في ليبيا لم يحد من عملية الهجرة الى الدول الاوروبية، لافتا الى ان هذا النزوح حول الانظار الى المسائل الامنية على حساب العلاقات الاقتصادية. واوضح أن الارهاب تسبب في احداث مشاكل اقتصادية وان احداث 11 سبتمبر غيرت الكثير من الامور في السياسات الاوروبية مع المهاجرين وطالبي اللجوء، وتحدث عن مالي بالقول ان "ما حدث مؤخرا في مالي يبين الدعم السياسي والمالي الذي يسيطر على هذا النوع من العلاقات". 6 – معالي / ايغور ايفانوف من جهته، قال وزير خارجية روسيا الاتحادية السابق ورئيس المجلس الروسي للعلاقات الدولية ايغور ايفانوف ان بلاده تدعم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط بما يشمل عملية السلام في المنطقة معربا عن تفاؤله "باستمرار وتطور العلاقات الروسية - العربية". وأضاف ان موقف موسكو دائما كان مع حل عادل للصراع في الشرق الاوسط ووقف العنف وفقا للاتفاقيات الدولية الى جانب دعم جعل المنطقة خالية من الاسلحة النووية. وأضاف ان موسكو "لا يمكنها أن تربح شيئا نتيجة تزعزع الاوضاع في الشرق الاوسط حيث ان الازمات الاقتصادية الجديدة قد تأتي بعواقب وخيمة بالنسبة للمنطقة العربية ولروسيا أيضا كما أن انتشار الاسلحة سيؤدي الى تزعزع اضافي في المنطقة وسيطال ذلك روسيا والمنطقة العربية على حد السواء". واستعرض حوافز "ايجابية" وامكانيات وقوى اقتصادية قوية بين روسيا والمنطقة العربية "وعلينا جميعا العمل على الاستثمار الاقتصادي واجراء البحوث المشتركة والبناء على الاختلافات الثقافية وثمة طاقة قوية امامنا للتعاون بين الجانبين". ووصف العلاقات العربية - الروسية بانها قديمة جدا في التاريخ "وعرفت مراحل متقلبة واتسمت بالديناميكية في مراحل أخرى، مشيرا الى الاهتمام في بلاده بالحضارة العربية لناحية اللغة والدين والتاريخ "وليس من غريب الصدف أن روسيا أولى الدول الاوروبية التي أدخلت الدراسات العربية الى الدراسات الجامعية". واشار الى ان بلاده تهتم بالمنظقة العربية لوجود عوامل مشتركة بينهم، موضحا ان الحرب في افغانستان وضعت هذه العلاقات على المحك، وان العلاقات اليوم اسهل مما هي عليه ايام الحرب الباردة. ووصف الربيع العربي بالصحوة العربية وانها ليست مؤامرة قادمة من الغرب، مشيرا الى ان انتشار اسلحة الدمار الشامل يسبب زعزعة المنطقة بما فيها روسيا، داعيا الجميع الى العمل المشترك لاستخدام وسائل جديدة للتعاون واطلاق افكار جديدة، للنهوض بالعلاقات الثنائية والتي تعود بنتائج ايجابية على المنطقة. الجلسة الثانية: الوطن العربي والشرق رسمت الجلسة الثانية لمؤتمر العلاقات العربية والدولية خريطة التعاون العربي مع الدول الأبرز في الشرق، وهي الصين واليابان والهند، ودعت إلى وعي خلال المرحلة المقبلة يؤسس لتنمية هذه العلاقات. أكد رئيس الجلسة الثانية، رئيس وزراء لبنان الأسبق، فؤاد السنيورة أن نظرة سريعة على خارطة العالم تبين لنا الأهمية النسبية لدول الشرق الآسيوي، وهي الدول التي تمتد على محيطين مهمين وتضم نصف سكان العالم، و60% من مجموع المسلمين في العالم، مبيناً أن هذه النظرة الى الخارطة كفيلة بأن تمكننا من «تلمس الواقع حالياً ومستقبلاً». وأضاف السنيورة أن التطور الهائل في الاقتصاد ادى الى فرض تحول كبير نحو الشرق، ما يفرض علينا الاهتمام المتزايد بالتكنولوجيا في هذا الشأن أكثر من أي وقت مضى،، لافتاً إلى أنه كثر الحديث الأميركي عن ضرورة الاستدارة نحو آسيا، أي أن السياسيات المستقبلية ستتقرر في آسيا وستكون اميركا في قلب الحدث. وقال: «ما نراه هو ان الأميركيين لن ينسحبوا من الشرق الأوسط لسوء الحظ، وأن الشرق الأقصى سيظل معتمدا على الطاقة من الشرق الأوسط، ما يوجب علينا، كعرب، الاهتمام بالمحافظة على الشراكة مع شرق آسيا، ولاسيما في مجال استيراد التكنولوجيا المتقدمة»، موضحاً أنه لابد أن ندرك ان النهوض الآسيوي الكبير يمكن أن يصبح ذا جدوى عظيمة اذا تطور التبادل معه الى شراكة كبيرة»، ومن هنا بات ضروريا علينا التحول الى تكتل اقتصادي كبير ومؤثر. وبيَّن أن حركات الانتفاضة العربية نجمت عن مشكلات كبيرة هي التي دعت إلى ضرورة التغيير، لذا ينبغي معالجة مشكلات التنمية والبطالة والجهل، مع «الاستفادة من اصدقائنا الآسيويين كأساس من أساسيات المرحلة المقبلة». واقترح السنيورة إنشاء مركز عربي متطور للدراسات العربية الآسيوية للتبادل الثقافي والعلمي، لافتاً إلى «أننا بحاجة الى ان تكون لدينا معرفة حقيقية بلغات هذه الحضارات للاستفادة من تجاربها». قارة القرن الـ 21 من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د. محمد السيد سليم إنه ينبغي التركيز على الإطار الاصلي في هذه الجلسة، وهي العلاقات العربية- الآسيوية، موضحاً أن «آسيا هي قارة القرن الحادي والعشرين، لأنها تشهد تحويل النظام العالمي من أحادي القطبية إلى ثنائي القطبية». وأشار سليم إلى أن علينا ان نفهم هذا التحول ونبني شراكة استراتيجية مع هذه الدول، معربا عن فخره بأن للعالم العربي تاريخا مشرفا في دعم استقلال الدول الآسيوية، غير أنه دخل بعد ذلك في حقبة انقطاع طويلة مع الدول الآسيوية. وأضاف أن «انهيار الاتحاد السوفياتي فتح المجال لعلاقات الدول العربية مع دول أخرى، ونهاية الحرب الباردة غيّرت سياسات بعض الدول تجاه العرب». وقال: «هناك عوامل تتطلب اهتمام العرب بآسيا، منها نجاح تجربة التكامل الآسيوي، فآسيا اتبعت الدور التوجيهي للدولة وحققت التكامل المطلوب»، موضحا أن «مركز الثقل في النظام الأساسي العالمي يقع في آسيا». وذكر أن الصراع العالمي القادم سيكون صراعا صينيا- أميركيا، و»على العرب أن يحسموا أمرهم إن كانوا يريدون الانحياز لأي جهة من هاتين الجهتين». وأضاف «الأهم في الوقت الحاضر ما يتطلب سياسة عربية متكاملة، وبحلول 2025 ستستغني أميركا عن النفط العربي بالكامل»، موضحا أن «الدول الآسيوية تنين متعطش للنفط»، وهناك عشرات التقارير تثبت هذا الكلام، فضلا عن أن هناك مدلولات انتقال مركز الثقل العالمي إلى آسيا. وقال: نحن في حاجة إلى فهم آسيا من وجهة نظر آسيوية، لا من وجهة نظر أميركية أو أوروبية، ويجب فهم الثقافات الآسيوية، فمشكلتنا أننا نتعامل مع الآسيويين كأنهم أوروبيون، مبينا «نحن بحاجة إلى صلات مباشرة مع الآسيويين». وزاد «ينبغي وجود إطار عربي- آسيوي شامل للتعامل مع الدول الآسيوية، والجهة المرشحة هي جامعة الدول العربية، ويجب أن ننشئ منتديات خاصة بين الدول العربية وآسيا، فالاتحاد الأوروبي قام بهذه الخطوة لمناقشة العديد من القضايا الاقتصادية المهمة». وأضاف: لابد من الاستفادة من التنظيمات الآسيوية المطروحة، موضحا الاهتمام بحوار الحضارات مع آسيا، و»علينا أن نفهم الثقافات والحضارات البوذية والصينية وغيرها، ولابد من إيجاد مشروع عربي مع آسيا الوسطى، لأننا أهملناهم وكأن لا قيمة لهم». وتابع «أهملنا أيضا الشراكات التكنولوجية مع آسيا، فنحن نطرح عليهم الاستيراد فقط دون الشراكة الأخرى»، موضحا أن «هناك أسبابا كثيرة للتفاؤل في هذا الشأن، منها وجود وعي عربي نحو التوجه الى آسيا، وهذا موجود في دولة الكويت، لكنها تواجه عقبات أهمها أن العرب متعودون على المكاسب خلال وقت قصير، عكس طبيعة العقلية الآسيوية التي تنظر إلى الربحية خلال سنوات طويلة». استثمارات عديدة من جهتها، قالت عضو البرلمان الهندي الدكتورة نجمة هبة الله «ان التأثير على آسيا الآن في مصلحة الجميع»، لافتة إلى أن نهرو كان يركز دائماً على المنطقة العربية التي اعتبرها امتدادا للمنطقة الهندية. وأضافت هبة الله «ان هناك حروبا بين الهندوس والعرب، ووصل الإسلام إلى الهند منذ قرون، وهناك علماء ومراجع من الهند»، مشيرة إلى الحقبة العائدة إلى الرئيس نهرو الذي كان يسمي المنطقة العربية آسيا الغربية، و»استطعنا أن نوطد العلاقات بين آسيا الشرقية وآسيا الغربية، ولا ننسى مبادرة غاندي على عدم المواجهة وأصبحت قاعدة تسعى دول العالم إلى السير عليها». وأشارت إلى أن الهند اعترفت بالمنطقة الفلسطينية، إذ افتتحت الهند أول مكاتب لها في فلسطين عام 1988، مؤكدة أن الهند مؤمنة بأن القضية الفلسطينية تحتاج إلى سلام وحل عادل ينصف الفلسطينيين. وقالت هبة الله إن هناك أكثر من مليون هندي يعملون في المنطقة العربية، وحجم التجارة العربية الهندية يزداد بسرعة كبيرة، فضلا عن وجود مشاريع واستثمارات عديدة للهند في الوطن العربي، مشيرة إلى أن هناك تعاوناً في العلوم والصحة والتعليم. وأوضحت أن الهند ساهمت بقوات حفظ السلام في عدد من الدول العربية، لافتة إلى أنها سبق أن زارت الكويت والمملكة العربية السعودية إبان حرب الخليج، «لذلك أؤكد أن الهند لديها قدرة على التبادل والتعاون التجاري، وهناك 40 في المئة من النفط القادم للهند من دول الخليج، فهي تعمل مع قطر وعمان في الصناعات الثقيلة وغيرها من صناعات تعود على البلدين بالفائدة». أزمة خطيرة وقالت هبة الله ان «موقفنا من الربيع العربي اننا لا نتدخل في اي بلد والشعوب هي التي يجب هي أن تختار»، مؤكدة ان «سورية تواجه ازمة خطيرة قد تلقي بظلالها على المنطقة برمتها لذلك يجب التوصل الى حل سلمي يتوافق مع مطالب الشعب السوري، وكذلك نتمنى ان تستقر الأوضاع في ليبيا، والهند مستعدة لتقديم اي مساعدة من اجل ليبيا». واكدت ضرورة وضع دساتير لبعض الدول العربية تتواكب مع طموح الشعوب، لافتة الى ان الهند تتعاون مع الرئيس المصري الجديد، وانها تثق بأن التغيير الذي قام به الشعب المصري سيكون له اثر جيد في بناء العلاقات مع الهند خلال المرحلة المقبلة. واشارت هبة الله الى ان «الديمقراطية يجب ان تنبع من الداخل ولا تفرض عليها وان تكون شاملة ليسمع صوت جميع من في البلاد»، مؤكدة ان ما حصل في الوطن العربي كان خيار الشعب. العلاقة مع اليابان من جانبه، قال الدكتور سمير نوح استاذ اللغات الشرقية وآدابها بجامعة دوشيشا اليابانية ان اليابان لم تعد اليوم كما كانت في الازمنة القديمة بلدا مغلقا، ولم تعد اليابان كما يظن قديما الداخل فيها مفقود والخارج مولود، موضحا ان ابواب اليابان مفتوحة امام الجميع خصوصا للعولمة مع حفظ تاريخها. واضاف ان اليابان تعود للتركيز على الجوانب الاقتصادية للعلاقات مع العالم العربي متفائلة بالعلاقات السياسية معه، موضحا انه «صارت المعلومات متوفرة للجميع وفهمنا كيف نستفيد من عصر المعلوماتية الذي نعيشه اليوم». ولفت الى ان الباحثين اليابانيين يحاولون اشراك العرب في بحوث ومؤتمرات لتوسيع الحوار بين اليابان والعالم العربي والقضايا الاقليمية والدولية والتعاون في المجال الفني والامور التقنية واستمرت ندوات الحوار في السنوات الاخيرة. وزاد ان الحوار لحل المشاكل بين الشعوب لا يمكن ان يعتمد على جانب واحد ديني او اقتصادي او اجتماعي فقط، مبينا انه لابد من لعب دور في السباق الحضاري، لان كثيرا من البلدان العربية يمتلك الموارد البشرية التي تفيد الجانب الياباني والعربي على حد سواء. وتابع انه «من واجب المؤسسات البحثية التعرف على ما يصدر في اليابان من بحوث وعلوم ويترجم ليستفيد منه العرب، كما يجب دعوة اليابانيين لاستكمال بحوثهم مع تكوين جيل من الاكاديميين يعيش في اليابان ليربط العالم العربي ربطا ثقافيا علميا مع اليابان ولابد للسفارات العربية في اليابان من الاسهام في توضيح صورة مشرفة عن العرب، والتوضيح لوسائل الاعلام اليابانية اسهامات العرب التي لا تجد من يعرضها عليهم في مجالات الفكر والعلم والفنون والآداب عن طريق ترجمة الكتب وعقد الندوات والمؤتمرات وغيرها ويمكن لمجلسنا هذا لعب دور في هذا المجال». وأضاف نوح أنه من الضروري تشكيل جيل جديد من الباحثين اليابانيين يخلف الجيل الحالي لظروف التقاعد او العمل الحكومي او الظروف الصحية ليواصلوا دراساتهم العليا في الجامعات العربية، على أن تكثف هذه الجامعات، ومنها جامعة الكويت، جهودها لاستقبال اعداد اضافية منهم، مبيناً ان مشروع وزارة الاوقاف الكويتية للابتعاث بحاجة الى تفعيل اكبر. وأوضح أن اليابان تتجه نحو الأسواق التي تمتاز بالهدوء والمستقبل الواعد، مبيناً أن جني الثمار المرجوة من العلاقات بين اليابان والعرب لا يتحقق إلا بنظام عربي فاعل، بحيث يعمل الطرفان معا ككتلة متجانسة. خطوة جيدة ومن جانبه، قال الخبير في العلاقات العربية- الصينية د.جعفر كرار ان العلاقات الصينية العربية لم تشهد اي تطور حقيقي من خلال تبني مشاريع توطد هذه العلاقات، لافتا الى ان مجلس التعاون الخليجي بادر إلى إنشاء منطقة تجارية مشتركة وهي خطوة جيدة في هذا الاطار. وأضاف كرار ان الصين لم توافق منذ عام 2000 على اقامة دولة فلسطينية، ولم يتغير موقفها الا في اجتماع تونس الذي عقد العام الماضي، مشيرا الى ضرورة دعوة الصين الى ايجاد حلول جذرية للجزر العربية التي احتلت من قبل ايران. وأكد ان «هذه الجزر عربية ومن الخطأ حصر المطالبة فيها على انها اماراتية فقط»، مشيرا الى ان الدبلوماسيين العرب يرون ان ازدياد التبادل التجاري مع الصين لا يدل على تعاون وثيق، على اعتبار أنه يمثل السوق النفطي في جزئه الاكبر. وفيما يتعلق بالثورات العربية، وتحديدا في سورية، ذكر ان كلا من العرب والصين لم يتعاملا مع الاتفاقيات بالشكل الصحيح، فكان الصدام بينهما كبيرا، ما ادى إلى استخدام الصين حق الفيتو لنقض القرار بشأن سورية، ما جعل العرب يفكرون في جدية العلاقات والمصالح المشتركة مع الصين، إذ كشف هذا الملف التباعد السياسي بين الجانبين. وأوضح كرار ان الصين تريد من العرب الاستقرار فيما يتعلق بالنفط، فضلاً عن دعمها في قضاياها الدولية، إلا ان العرب لا يعرفون ماذا يريدون منها، مبيناً أنه آن الأوان لتدرك الصين ان مصلحتها مع الدول العربية لتقدم إليها بكين تجربتها وتكون شريكا استراتيجيا لها. وزير الإعلام: مراجعة السياسات شيء مهم لدور عربي فاعل اكد وزير الاعلام وزير الشباب الشيخ سلمان الحمود اهمية المؤتمر باعتباره يضم نخبة من الاقتصاديين والمفكرين والمثقفين، لاستعراض العلاقات العربية - الغربية والعربية الدولية والخليجية، لافتا الى ان كل هذه القضايا مهمة جدا لاستقراء الواقع الدولي فيما يتعلق بالاوضاع الدولية، مشيرا الى وجود الكثير من المحاور في جدول اعمال المؤتمر ابرزها العولمة وأمن الخليج، وهي تحقق الاهداف المرجوة منه. وأضاف الحمود خلال مشاركته بالمؤتمر الدولي الاول لمجلس العلاقات العربية والدولية تحت عنوان "الوطن العربي والعالم، رؤية مستقبلية"، ان مجلس العلاقات العربية والدولية دوره استشاري من خلال تقديم رؤى وتصورات ومقترحات وبالتالي فان تنفيذ توصياته يرجع للقائمين على العلاقات الخارجية في الدول العربية للاستفادة منها، مؤكدا ان البحث والدراسة ومراجعة السياسات وتقيمها شيء مهم لدور عربي فاعل في التعامل مع المتغيرات الدولية. واشار الى ان "هذا المؤتمر الذي يقام تحت رعاية سمو الامير وحضور سمو رئيس مجلس الوزراء ممثلا عنه هو تاكيد على حرص الكويت على تعزيز العلاقات العربية الدولية والاستفادة منها بما يحقق الاهداف من المؤتمر"، لافتا الى انه دور رائد للكويت على مستوى العلاقات العربية العربية والعلاقات العربية الدولية، معربا عن شكره لرئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد الصقر على هذا المؤتمر الناجح. وبشأن الاسئلة البرلمانية التي وجهت اليه اخيرا عن وزارة الشباب، قال الحمود ان هذه الاسئلة حق دستوري كفلها الدستور لنواب مجلس الامة، لافتا الى "اننا نتعامل معها بشكل قانوني من خلال تقديم كافة المعلومات المطلوبة لتحقيق الهدف المطلوب، خاصة ان هناك مسؤولية مشتركة بين الحكومة والبرلمان"، معربا عن شكره لانجازات المجلس الذي استطاع خلال هذه الفترة القصيرة من عمره التي لم تتجاوز الشهرين تحقيق عدد من الانجازات، مؤكدا حرص الوزارة على الرد على الاسئلة البرلمانية وفق الاطر الدستورية واللائحية. موسى: العالم العربي والشرق الأوسط يمران بمرحلة حرجة أكد أمين عام جامعة الدول العربية السابق عمرو موسى أن هناك "لاعبين أساسيين في ما يحدث في المنطقة، سواء من داخلها أو خارجها، لكن اللاعب الأساسي يكون له الدور الأكبر، والعالم العربي والشرق الأوسط بشكل عام يمران بمرحلة حرجة جدا"، مشيرا إلى أن "المبادرة التي طرحتها حول الوضع في مصر تتمثل في أنه لابد من زخم دولي عن طريق مؤتمر دولي لدعم الاقتصاد المصري للسنوات الخمس المقبلة". وقال موسى، خلال كلمته في مؤتمر "الوطن العربي والعالم... رؤية مستقبلية"، ان "مصر تحتاج الى دفعة مالية واقتصادية كي يتحرك اقتصادها، علما أن الاقتصاد المصري في أساسه يعتبر سليما، لكن المسألة تتوقف عند حسن إدارة الامور، واتخاذ الاجراءات الحاسمة والسريعة في وقتها، وعلى الخط الائتماني الدولي المطلوب". واوضح ان "هذه الاهداف تتطلب أمورا كثيرة، في مقدمتها تأكيد الحكم الرشيد والمسار الديمقراطي، وهي نتائج الثورة التي يفترض أن تتحقق، وهنا ينتظر، وأرجو من الحكومة المصرية أن تنشط في سبيل التعبئة المالية لدعم الاقتصاد المصري". وذكر: "هناك إجماع من الكل في مصر على ضرورة إنقاذ الاقتصاد المصري وفق اجراءات سريعة وفعالة، سواء على النطاق الدولي ضمن المنظمات الدولية او الدول القادرة على ذلك، وايضا من جانب الشعب المصري"، مشددا على ان "الوضع ليس على ما يرام وغير مقبول، وهناك جهود كثيرة لاحتوائه، ولا ننسى اننا نعيش في غمار ثورة، وهي ثورة لم تحقق أهدافها، وهناك الكثير من الالتباس والإحباط". وتابع: "مبادرة حزب النور توافق في معظمها وفي مجملها مبادرة جبهة الانقاذ الوطني، في ما يتعلق بحكومة وحدة وطنية او حكومة إنقاذ أو حكومة طوارئ، وما يتعلق بضرورة الحركة السريعة نحو تغيير عدد من السياسات"، مبينا انه "حتى الآن نسمع ان الحكم او الرئاسة لا يوافق على حكومة جديدة، ونحن نرى من الضروري وجود حكومة جديدة، وهي مسألة أساسية لان الحكومة تستطيع ان ترتفع إلى مستوى التحديات التي تواجهها". وعن حقيقة وجود أطراف تلعب دورا رئيسيا في الحراك الذي تشهده مصر حاليا، قال موسى: "لست مؤمنا بهذا الكلام، فالمجتمع المصري نشيط، ثائر، غاضب، ومحبط، وهذه اسباب رئيسية لاستمرار الوضع في مصر"، لافتا إلى أن "التغيير الحاصل في العالم جذري، ولا يمكن العودة إلى نقطة الصفر أو المربع رقم واحد مرة أخرى، لاسيما أننا كعرب نشعر بأن تغييرا كبيرا حدث ويحدث، وهذا التطور يجب ان يصاحبه تطور في كيفية إدارة الأمور في الشرق الأوسط". السنيورة: العالم العربي بحاجة إلى التعامل مع المتغيرات الدولية باقتدار أكد فؤاد السنيورة أن «العالم بحالة تغير مستمر وعالمنا العربي يعاني كثيرا من هذه التغيرات وعدم القدرة على التعامل معها، فما شهدته دول الربيع العربي من انتفاضات تنادي وتطالب باستعادة الكرامة المهدورة وأيضا في التنبه للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول»، متابعا أن «العالم العربي الذي يمتد لدول عديدة من مشرقه إلى مغربه، أصبح بحاجة الى أن يتعامل مع هذه المتغيرات الدولية باقتدار وأفضل بكثير مما كان قائما في الماضي». التعامل مع المستقبل وأضاف «ما يدعو له هذا المؤتمر كخطوة أولى على صعيد نشاطاتها المعرفية في مجلس العلاقات العربية والدولية دعوة لطالما كانت قائمة وتأكيد على أهميتها»، موضحا «علينا أن ننطلق نحو المستقبل لا ان نبقى مشدودين إلى الماضي دون أن نتعامل مع المستقبل بحاجاته وبضروراته كما ينبغي، فالمؤتمر الذي يعقد على مدى يومين هو خطوة على مسار ينبغي أن نعمل في الدول العربية لتعزيز صلاتنا وتعاوننا وزيادة قدراتنا والتنبه لمصالحنا العربية حاليا ومستقبلا». وتابع «من الطبيعي أن يقتضي هذا الانفتاح على أغلب الدول الاخرى الصديقة لكي تتنبه إلى أهمية المعالجة بالقضايا العربية الأساسية ولا سيما القضية الفلسطينية، ومن ثم دعوة الدول العربية بكافة مؤسساتها إلى التنبه لعملية التلاؤم الضرورية التي ينبغي ان تتم لكي يصار الى الاستماع الى صوت الشعوب»، مبينا ان «المؤتمر اليوم خطوة على طريق طويل، ونحن لا نقول اننا ابتدعناه، فهو موجود وهناك الكثير ممن يطالب به، لكن هي صرخة إضافية على هذا المسار الكبير الذي نتمنى ان تتحقق نتائجه عما قريب». الأزمة السورية وعن طرح الازمة السورية ضمن فعاليات المؤتمر، اكد السنيورة ان هذا الموضوع ليس هو الاساس، لكنه موجود في خلفية اذهان جميع المشاركين، ان المعاناة التي يعانيها الشعب السوري على يد النظام، لاسيما الاستمرار الكبير في اللجوء الى القوة واستعمالها ضد الشعب السوري الذي اثبت بنضاله وصموده الاسطوري انه ماض حتى تتحقق مطالبه في استعادة الكرامة المهدورة وفي تمكينه من الحصول على حريته التي سلبت على عقود طويلة». واضاف «لا شك ان هناك سيتم بحثها خلال المؤتمر ونحن من المؤمنين بأن المبدأ اننا في دولنا العربية علينا ان نتآلف ونواكب حركة العصر وهذا يقتضي جهودا على مختلف الصعد من أجل تحسين قدرات أنظمتنا العربية بالاستماع الى الناس والتنبه لمطالبهم والمواكبة لما تحتاجه من عدة تستطيع من خلالها مواكبة ومواجهة تحديات السنوات القادمة»، مبينا «أنه على هذا الصعيد هناك ضرورة اساسية من دولنا العربية كي تعزز علاقاتها مع مختلف المناطق في العالم، واعتقد ان نظرة الى خارطة العالم نجد ان المشرق الذي يضم الهند والصين وباكستان وبنغلاديش واندونيسيا وماليزيا واليابان واستراليا، وهي اكثر من نصف عدد سكان العالم وهي تمتد على مساحات محيطين من اكبر محيطات العالم لذلك لا يستطيع العرب ان يتجاهلوا هذا الوجود الذي يضم هذا المقدار من عدد سكان العالم، والذي يشمل كذلك قرابة 60% من المسلمين في العالم، والذي يحظى الآن باهتمام دولي ويحقق إنجازات كبرى على شتى الصعد الاقتصادية والتكنولوجية، وبالتالي نحتاج كدول عربية ان نتعامل ونحسن من قدراتنا على بناء علاقات استراتيجية واقتصادية وتقنية اساسية لزيادة تعاملنا ولاكتساب صداقات ومنافع لدولنا العربية بشكل عام». عشراوي: الجهود العربية واضحة بشأن دعم فلسطين أكدت ممثلة دولة فلسطين في المؤتمر د. حنان عشراوي ان ما تحقق لفلسطين بحصولها على عضو مراقب في الامم المتحدة واعتراف دولي منقطع النظير يرجع الفضل فيه الى جميع الدول العربية، حيث حاربت الدول العربية دبلوماسيا ضد المحتل في جميع الاتجاهات حتى انتصرنا بحصولنا على هذا الاعتراف. وأضافت عشراوي ان الجهود العربية واضحة دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا بشأن دعم فلسطين، ونحن لا نقدر ان نبتعد عن الحضن العربي الذي نجده حاضرا دوما، والفوائد التي تعود على دولة فلسطين من المشاركة بالمؤتمر هي رسالة الى المحتل الاسرائيلي والى العالم بان دولة فلسطين ضمن المفهوم العربي وضمن الاطار العربي والدولي. واشارت عشراوي الى موضوع المصالحة بالقول: ان المصالحة ليست سهلة وانما هناك بعض الانجازات، لافتة الى ان الحل ليس بين يوم وليلة، والقضية تراكمية ومستمرة، معربة عن املها بالوصول الى انهاء الانقسام ومن ثم الى خطوات وحدوية كاملة، مضيفة ان الديمقراطية هي الوسيلة الوحيدة لبناء نظام متكامل يقبل الاختلاف في وجهات النظر ضمن مفاهيم حضارية معاصرة في التعامل مع هذه الاختلافات، مؤكدة اننا نريد الوصول الى هذه المرحلة.
0 | 0 | 4030
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|