المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأنشطة الاعلامية
أخبار عامة
كلمة محمد الصقر في افتتاح المؤتمر الدولي الأول لمجلس العلاقات العربية والدولية الاثنين الموافق 11 فبراير 2013
كلمة محمد الصقر في افتتاح المؤتمر الدولي الأول لمجلس العلاقات العربية والدولية الاثنين الموافق 11 فبراير 2013
02-13-2013 12:55
انطلقت صباح أمس الاثنين الموافق 11 فبراير 2013 ، برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وبحضور رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، ممثلاً لسمو الأمير، أعمال المؤتمر الدولي الأول لمجلس العلاقات العربية والدولية تحت عنوان "الوطن العربي والعالم... رؤية مستقبلية" بمشاركة عدد من الشخصيات السياسية والاقتصادية البارزة عربياً ودولياً.
واقترح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم، في كلمته في الجلسة الأولى التي دارت حول "الوطن العربي والغرب"، إنشاء منظمة للدول المطلة على الخليج العربي للتعاون، مشيراً إلى أن القضايا العالقة بين إيران وبعض الدول العربية وخاصة في منطقة الخليج، تحلّ بالحوار البنّاء وانتهاج السبل الدبلوماسية وتعزيز الثقة.
ورأى بن جاسم أن الخطوة الأولى لإصلاح حال العالم العربي وجعله أكثر تفاعلاً وتأثيراً في العالم من حوله تبدأ بإصلاح الأوضاع الداخلية لكل دولة عربية، أما الخطوة الثانية والضرورية "فتكمن في إصلاح جامعة الدول العربية حتى تكون قادرة على تحقيق أهدافها داخل العالم العربي".

وأضاف: "إذا أردنا أن يحترمنا العالم فعلينا أولاً أن نحترم أنفسنا ونحترم شعوبنا ونستجيب لتطلعاتها المشروعة، لا أن نزهق أرواحها ونستبيح دماءها كما يفعل النظام السوري حالياً، والذي قدم للعالم صورة شائهة ومشينة عن العرب قد يصعب محوها قريباً من الذاكرة".

ومن جانبه، قال رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد الصقر، في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر إن الولادة الفعلية لمجلس العلاقات العربية والدولية تزامنت "مع بواكير الربيع العاصف، وسواء كان هذا التزامن من قبيل حسن الطالع أو سوئه، فإنه يؤشر إلى أن قيام مثل هذا المجلس أصبح أمراً مستحقاً، وإلى أن دوره أصبح ملحاً".
وأضاف الصقر أن "العلاقات العربية البينية والدولية أشبه بالبحر الواسع الزاخر بالتيارات العنيفة، ومركبي صغير، والوقت المتاح قصير، وسرعة التغيرات في القرية الكونية تجعل الرؤية المستقبلية أقرب إلى إشراقات عالم الغيبيات منها إلى أبحاث علم المستقبليات".
وتابع: "نحن أمة قهرها الغرب، حين نجح في مراوغتها نجاحاً لم يحققه مع أمة أخرى، ونحن أمة خذلها التعصب، حين حال دون لحاقها بقطار الحداثة، فخرجت من عصرها، ونحن أمة ظلمت نفسها، حين أصرت على دخول المستقبل بالرجوع إلى الماضي".
وعرج الصقر على الوضع المحلي موجهاً تساؤله إلى رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك: "ماذا يجري في الكويت؟"، لافتاً إلى أن هذا التساؤل "يطرحه كل محب للكويت قلق عليها".
وأضاف أنه "كان لي شخصياً موقف معارض لمرسوم الصوت الواحد، وامتنعت عن المشاركة في العملية الانتخابية على أساسه، وفي ذروة هذا الحراك المعارض، التمست من حضرة صاحب السمو الأمير أن يشمل مؤتمرنا هذا برعايته السامية"، مشيراً إلى أن سموه لم يكتفِ بالموافقة والترحيب، بل كلف سمو رئيس الوزراء شخصياً بأن يمثله في حفل الافتتاح، نظراً لارتباطات مسبقة، كما وجه بأن تقدم الأجهزة الحكومية المعنية كل التسهيلات اللازمة لنجاح المؤتمر وإكرام ضيوفه".
وقال الصقر: "ما زلت ـ بالطبع ـ على قناعتي بموقفي المعارض، في إطار الولاء الكامل للأمير، والالتزام التام بالدستور، وأما موقف صاحب السمو الأمير فهو تكريس لما اعتاده وعوّدنا عليه، والمنبثق عن تقدير سياسي لدور المعارضة الوطنية البناءة، وعن احترام دستوري وأخلاقي لحرية الرأي وكرامة المواطن".

، وفي ما يلي نص كلمة محمد جاسم الصقر رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية :

"ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد، راعي المؤتمر،
سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح،
سمو الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية لدولة قطر،
أصحاب السمو والسعادة،
ضيوفنا الأعزاء،
حفلنا الكريم،

على الرغم من التألق الروحي والعقلي والعمراني للحضارة العربية الإسلامية، فإن إسهامها الحضاري في الفكر السياسي، يكاد يكون مقتصراً على قضايا الحكم والخلافة. لا غرابة ـ إذن ـ في أن تفتقد مؤسسات المجتمع المدني العربي قيام مؤسسات تُعنى بالعلاقات الخارجية، مع أن مجتمعات متقدمة ونامية كثيرة قد نجحت في إنشاء تنظيمات عريقة مختصة بهذا الشأن، نظراً لأهمية العلاقات الدولية في القضايا الثقافية والاجتماعية، وعمق تأثيرها في المصالح السياسية والاقتصادية.

المجتمع المدني

استدراكاً لهذا الغياب، تداعت مجموعة من الشخصيات المهتمة بالشأن العربي العام إلى تأسيس مجلس العلاقات العربية والدولية كهيئة مستقلة، منبثقة من المجتمع المدني العربي بكافة أقطاره، تساهم في بناء القرار العربي في شأن العلاقات القومية والدولية وتدعمه بالمعلومة الصحيحة، والتحليل العلمي، والتحرك السليم، وترفده بجسور التواصل والحوار بينياً وعالمياً.

وينطلق المجلس في أداء رسالته من منظور منفتح على استيعاب واحترام كافة المكونات القومية والثقافية والدينية، ولكن في اطار التزام قومي واضح، ليس اتكاء على العاطفة والتاريخ رغم أهميتهما، بل باعتبار هذا المنظور هو المقاربة المعززة للسلم الأهلي والنسيج الوطني لكل الدول العربية مجتمعة ومنفردة من جهة، والضامنة لأمن الامة ووحدة موقفها من جهة ثانية.

وباختصار لا ينقصه الطموح، يمكنني القول إن هدف مجلس العلاقات العربية والدولية هو الارتقاء ببناء هذه العلاقات من مستوى القرار اليومي تحت ضغط الأحداث، إلى صعيد السياسات التي تستوعب هذه الأحداث. أو ـ بتعبير أكثر وضوحاً وطموحاً ـ الانتقال في التعامل مع هذه العلاقات من أسلوب رد الفعل إلى منهجية التفاعل.

الربيع العاصف

لقد تزامنت الولادة الفعلية لمجلس العلاقات العربية والدولية مع بواكير الربيع العاصف، وسواء كان هذا التزامن من قبيل حسن الطالع أو سوئه، فإنه يؤشر إلى أن قيام مثل هذا المجلس أصبح أمراً مستحقاً، وإلى أن دوره أصبح ملحاً. ولا أدل على ذلك من أن المجلس قد باشر نشاطه قبل اكتمال خطوات تأسيسه، وقام بفعاليات هامة تتعلق بدول عربية عديدة. وها هو اليوم ينظم مؤتمره الدولي الأول، معلناً عن فتح الباب مشرعاً لتوسيع قاعدة أعضائه ومنتسبيه وداعميه على اتساع الوطن العربي وانتشار جالياته، ليصبح أكثر تمثيلاً لأمته، وأكثر قدرة على أداء رسالته.

وكم أتمنى، هنا، لو كانت كلمة الافتتاح هذه لأحد زملائي غير الكويتيين من مؤسسي المجلس، وكلهم قادر على ذلك وجدير به، فيتحدث عن دور الكويت في بلورة فكرة المجلس ورعاية كيانه، مطيلاً لا يربط حرج الانتماء لسانه، ومغدقاً لا يعيق خوف الادعاء بيانه. لأننا ـ زملائي مؤسسي المجلس وإياي ـ نشعر بكل صدق أن فكرة هذا المجلس ما كانت لترى النور لولا احتضان الكويت لها. لذلك تراني أجزم حين أزعم أني أعبر عن مشاعر زملائي مؤسسي المجلس جميعاً عندما أرفع صادق العرفان إلى حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، لما أحاط به هذا المجلس من رعاية واهتمام. وحين أتقدم بفائق الشكر والامتنان من سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح، ومن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، ومن معالي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، لما قدموه للمجلس من دعم وتأييد. وحين أعرب عن تقديرنا ووفائنا لما أحاطنا به سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح من تكريم وتأييد، من خلال موقعه الرسمي السابق، ومن خلال موقعه الوطني الدائم.

العلاقات العربية

والشكر موصول أيضا لمعالي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السابق، وعضو مجلس الأمناء بمجلس العلاقات العربية والدولية حالياً، كما أن تقدير الداعمين والمشجعين لمسيرة المجلس الناشئ يستوجب أن نذكر ونثمن دعم وتشجيع سمو الشيخ حمد بن جاسم رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة قطر للمجلس وأنشطته منذ انطلاق أعماله.

سمو رئيس مجلس الوزراء، ممثل صاحب السمو راعي المؤتمر

حفلنا الكريم

ليس من حقي، وليس في مقدرتي، أن أستبق محدثينا الأعلام في تناول محاور المؤتمر. خاصة وأن العلاقات العربية البينية والدولية أشبه بالبحر الواسع الزاخر بالتيارات العنيفة، ومركبي صغير، والوقت المتاح قصير، وسرعة التغيرات في القرية الكونية تجعل الرؤية المستقبلية أقرب إلى اشراقات عالم الغيبيات منها إلى أبحاث علم المستقبليات. ومما يزيد المهمة صعوبة أن منطقتنا كلها تعيش أحداثاً مفصلية، تضع دول الإقليم والدول الكبرى على حد سواء أمام حسابات جديدة لتحالفاتها ومصالحها ومواطن تهديدها، وتدعوها ـ بالتالي ـ إلى إعادة تركيب منظومة العلاقات بين العرب والعالم، وفي الاتجاهين.

القضية الفلسطينية

ولكن، رغم كل ما يشوب مستقبل العلاقات العربية هذه من غموض، ورغم ما ينتاب منظورها من اهتزاز، نستطيع أن نعرض ـ وبدرجة مقبولة من الثقة ـ عددا من القضايا والعوامل الرئيسية التي ساهمت، وستبقى تساهم ـ بدرجة أو بأخرى ـ في تشكيل هذه العلاقات بطرفيها البيني والعالمي. في طليعة المؤثرات، دون أي ربط بين تسلسل السرد وترتيب الأهمية، تأتي القضية الفلسطينية التي هيمنت حتى نهاية ثمانينيات القرن الماضي على تشكيل العلاقات العربية القومية والدولية في آن معا، إلى أن وصلنا إلى موقفنا الراهن بين استحالتين، استحالة النجاح في فرض السلام العادل، واستحالة القبول بالسلام المهين. وأذكر، من القضايا والعوامل المؤثرة أيضاً، الحفاظ على إمدادات الطاقة، واستقرار مصادرها، وأمان طرق نقلها بمضائقها وقنواتها وخطوط أنابيبها.

كما أذكر في هذا الصدد، انهيار النظام العربي بفعل كامب ديفيد واحتلال الكويت. وقيام دول أخرى في المنطقة باستغلال الفراغ الذي خلفه الغياب العربي، لادعاء دور إقليمي ودولي، بدل السعي لخيار تكامل اقليمي، يساهم في نجاح جهود الممانعة وتعظيم مكاسب التوافق. ولا يفوتني أن أشير بقوة هنا إلى ما يسمى بالحرب على الإرهاب، التي تحتل أعلى سلم الأولويات في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية بشكل خاص، وللدول المتقدمة بشكل عام.

وأكتفي بهذه العناصر الأساسية المؤثرة في العلاقات العربية العربية، والعربية الدولية في آن معاً، لأنتهي إلى القول إن نظرة أطول إمعاناً وأعمق تحليلاً لهذه العناصر، ستكشف لنا أنها إنما تكتسب أهميتها وقوتها وتأثيرها من جذر واحد، هو الخلافات العربية العربية بكل ما تنتجه من تفرق في الصفوف، وتنازع في المواقف، وافتقاد للثقة، ولولا هذه الظاهرة التي لم تغب يوماً عن أجوائنا، ما أخفق العرب في ميادين القتال، وفي مفاوضات السلام مع اسرائيل. ولولا هذه الظاهرة، لزادتنا ثروتنا النفطية استقلالاً بدل أن تزيدنا انكشافاً. ولولا هذه الظاهرة ما بقي الأمن العربي المشترك تائهاً بين نظام قضى، ونظام تعسرت ولادته، ولما ولد الإرهاب من رحم القهر الغربي والصمت الدولي. ولما عاد صراع الثأر والإرث بين عرب منطقتنا وغيرهم.







أمة مقهورة
لا جدال، إذن، في أننا اليوم أمة مقهورة. وهذه حقيقة لابد أن نقر بها، ونرفض أن نتعايش معها، لكي نستطيع التحرر منها.
نحن أمة قهرها الغرب، حين نجح في مراوغتها نجاحاً لم يحققه مع أمة أخرى. ونحن أمة خذلها التعصب، حين حال دون لحاقها بقطار الحداثة، فخرجت من عصرها. ونحن أمة ظلمت نفسها، حين أصرت على دخول المستقبل بالرجوع إلى الماضي.
نحن اليوم أمة مقهورة، لا جدال في ذلك. ولكن لا جدال أيضا في أننا لسنا أمة يائسة. وحالنا المتعثر اليوم لن يكون آخر فصول التاريخ الذي يقفل بعده كتابنا. نحن مثل أمم كثيرة ضعفت وتفرقت فانهزمت. ثم قامت، بعد كفاح صابر مديد، فاستعادت حقوقها. وتحضرني هنا أمثلة كثيرة، أبدأها بالصين التي ابتلاها الغرباء عام 1900 بالاحتلال والتجزئة والأفيون. ثم أذكر فرنسا التي احتلها هتلر، ثم ألمانيا التي قسمها الحلفاء، ثم اليابان التي قصفت فاستسلمت، ثم قامت لتبهر العالم بنهضتها... وتطول قائمة الأمثلة من الهند إلى اندونيسيا، ومن كوريا إلى البرازيل، ومن جنوب إفريقيا إلى فيتنام.

القطب الواحد
وإن كان من المتعذر على الأمم المقهورة أن تبني علاقات دولية متكافئة، فإن من الممكن للأمم ذات العزيمة والإرادة والأمل أن تراهن بثقة على المستقبل. خاصة وأن عالم القطب الواحد لا يمكن أن يستمر، لأنه لا ينسجم مع طبيعة الحياة ومسيرة التاريخ. ولابد من نشوء قوى منافسة تخلق توازنات عالمية جديدة، تقتضي ـ تلقائياً ـ إعادة تشكيل منظومة العلاقات الدولية. وعلى العرب أن يكونوا مهيئين لذلك بتحصين علاقاتهم البينية بالتنسيق والتخطيط والثقة. كما تتحمل دول الجوار الصديقة مسؤولية تاريخية للمساعدة الصادقة في ذلك، وبما يخدم أمن ومصالح كافة الأطراف. ذلك أن المصالح المستقبلية المتحققة بوحدة الصف، أكبر بكثير من الأرباح المرحلية الناجمة عن استغلال الضعف. خاصة وأن شيئاً بعد الربيع لن يعود كما كان قبله.

سمو رئيس مجلس الوزراء، ممثل صاحب السمو راعي المؤتمر،
حضورنا الكريم،

قبل أن يبدأ محدثونا الأفاضل بعرض رؤاهم المستقبلية للعلاقات العربية العربية، والعلاقات العربية الدولية، أستأذنكم بدقائق قليلة أحدثكم فيها عن العلاقات الكويتية الكويتية إن صح التعبير، ولست أقوم بذلك من قبيل استغلال منصب الرئاسة ومنبره ـ مع أن مثل هذا الاستغلال أصبح في وطننا العربي تقليداً يستند إلى شرعية الواقع ـ بل من قبيل الاجابة عن السؤال الذي يطرحه كل محب للكويت قلق عليها: ماذا يجري في الكويت؟

العملية الانتخابية
في الربع الأخير من العام السابق، وعلى خلفية أسباب وأحداث كثيرة، ليس حفلنا هذا مجال الحديث عنها، أصدر صاحب السمو أمير البلاد مرسوم ضرورة بتعديل قانون الانتخابات النيابية. ولأسباب واعتبارات كثيرة أيضاً، ليس حفلنا هذا مجال الحديث عنها، كان لي شخصياً موقف معارض لهذا المرسوم، وامتنعت عن المشاركة في العملية الانتخابية على أساسه. وفي ذروة هذا الحراك المعارض، التمست من حضرة صاحب السمو الأمير أن يشمل مؤتمرنا هذا برعايته السامية.
لم يكتف صاحب السمو بالموافقة والترحيب، بل كلف سمو رئيس الوزراء شخصياً بأن يمثله في حفل الافتتاح نظراً لارتباطات مسبقة. كما وجه بأن تقدم الأجهزة الحكومية المعنية كل التسهيلات اللازمة لنجاح المؤتمر وإكرام ضيوفه.
ما زلت ـ بالطبع ـ على قناعتي بموقفي المعارض، في إطار الولاء الكامل للأمير، والالتزام التام بالدستور. وأما موقف صاحب السمو الأمير فهو تكريس لما اعتاده وعوّدنا عليه، والمنبثق عن تقدير سياسي لدور المعارضة الوطنية البناءة، وعن احترام دستوري وأخلاقي لحرية الرأي وكرامة المواطن.
هذه هي العلاقات الكويتية ـ الكويتية.
مشكلة الربيع الكويتي أنه جاء مبكراً جداً ومنذ عقود، فأزهر وأثمر وطاب له المقام.
عذرا للإطالة، وشكراً لحسن الاستماع.

كلمة سمو الشيخ حمد بن جاسم رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في دلوة قطر
حمد بن جاسم: إصلاح العالم العربي يبدأ بإصلاح الأوضاع الداخلية لكل دولة


سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس وزراء دولة الكويت الشقيقة
أصحاب السمو والمعالي والسعادة
السيدات والسادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

أولاً أشكر الاخ الكريم السيد محمد جاسم الصقر على دعوته لي للمشاركة في هذا المؤتمر المهم والذي أثق بأن مناقشاته ستفتح آفاقاً جديدة على صعيد الرؤى والأفكار تجاه واقع عالمنا العربي ومستقبله ومستقبل علاقاته الإقليمية والدولية، خاصة في ظل هذه التحولات والمتغيرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة وتداعياتها وانعكاساتها وتأثيراتها في الداخل العربي وأصدائها في الخارج.

وبغض النظر عما يجري حالياً في العالم العربي من ثورات وانتفاضات ومن تغيير لأنظمة الحكم في بعض الدول العربية ومن توجه دول عربية أخرى لإصلاح وتطوير أنظمتها السياسية بحيث تواكب روح العصر وتنسجم مع التطلعات الشعبية وتتيح فرصاً أكبر للمشاركة السياسية، بغض النظر عن كل ذلك فإن عالمنا العربي بحكم موقعه وموارده وتاريخه وإسهاماته الحضارية، وبحكم كثافته البشرية وثقله الاقتصادي ووزنه الاستراتيجي مؤهل ليكون كياناً فاعلاً في هذا العالم ومركز ثقل مهما ولاعبا مؤثرا لا يمكن تجاوزه في معادلات السياسة والاقتصاد.

في العالم العربي نشأت وازدهرت أعظم حضارات العالم، وفي العالم العربي هبطت الأديان السماوية الثلاثة، وفي العالم العربي توجد أهم الممرات الدولية، وفي العالم العربي تتركز أكبر احتياطيات العالم من مصادر الطاقة.

باختصار تتوافر في العالم العربي مقومات النهوض والتقدم والمكانة العالمية ومكامن القوة الاقتصادية والسياسية وعوامل التأثير والفاعلية على الساحة الدولية.

العالم العربي

ولكن لابد هنا أن نحدد بدقة ماذا نعني بالعالم العربي؟ هل نعني مجموعة الدول العربية التي تفصل بينها الحدود وتمزقها الخلافات وتهدر مواردها المنازعات والحروب، أم نعني بالعالم العربي هذه المساحة الجغرافية الواسعة والتي تتوسط العالم وتمتلك القدرة الكافية لتكتفي ذاتيا بكل احتياجاتها الضرورية فلديها القوة البشرية والمياه الوفيرة ومصادر الطاقة والأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، ثم إنها بعد ذلك تمتلك عوامل التكامل وحتى الوحدة الشاملة، فاللغة واحدة والدين واحد بالنسبة لمعظم السكان وكذلك التاريخ والثقافة والموروثات الاجتماعية؟

وإذا لم تجمعنا اللغة والدين والتاريخ والأرض فلتجمعنا المصلحة المشتركة على الأقل.

وفي اعتقادي فإن الخطوة الأولى لإصلاح حال عالمنا العربي وجعله أكثر تفاعلاً وتأثيراً في العالم من حوله تبدأ بإصلاح الأوضاع الداخلية لكل دولة عربية. ليس بالضرورة أن تقوم ثورة أو انتفاضة في دولة ما ليتم الإصلاح بل إن الإصلاح المدروس والمتدرج والمواكب للتطلعات الشعبية قد يكون أجدى وأنفع وأرسخ من إصلاحات متعجلة تفرضها الضغوط وفورات الحماس.




والإصلاح الذي أعنيه لا يشمل فقط الجوانب السياسية بل يمتد ليتناول أيضاً الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وخاصة أنظمة التعليم المتكاملة التي تحتاج إلى نفض عنيف يزيل الغبار عنها.

الخطوة الثانية والضرورية لإصلاح حال العالم العربي تكمن في إصلاح جامعة الدول العربية حتى تكون قادرة على تحقيق أهدافها داخل العالم العربي وعلى حماية المصالح العربية في الخارج وعلى تطوير وتمتين العلاقات العربية مع دول العالم ومع الاتحادات والتجمعات القارية، وهنا فإنه قد يكون مفيداً أن تسعى جامعة الدول العربية لتأسيس آلية مشتركة تجمعها مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي ومنظمة "الآسيان" واتحاد دول أميركا الجنوبية على أن يسبق ذلك كله إعادة النظر في النظام الأساسي للجامعة العربية بما في ذلك الانتقال من مبدأ الاجماع إلى الأغلبية.

العلاقات العربية

كذلك فإنه من المهم ألا تقتصر العلاقات العربية مع دول العالم على الجوانب الاقتصادية والتجارية والأمنية وأن يكون هناك بعد ثقافي لهذه العلاقات، ولذلك فإنني أعتقد أنه من الضروري أن تقود الجامعة العربية بعد تطويرها وإصلاح مناهجها وهياكلها تحركاً ثقافيا مدروساً تجاه دول العالم وأن تهتم بإنشاء مراكز ثقافية عربية في الولايات المتحدة وفي العواصم الأوروبية كمرحلة أولى فكثير من شعوب العالم، خاصة في أميركا وأوروبا يجهلون ثقافتنا العريقة والراقية ودورنا الحضاري المتميز في حقب التاريخ المختلفة، وهم عرضة للتأثر بالحملات المعادية التي تشوه صورة العرب وتقلل من شأنهم.

وما دمنا نتحدث عن الرؤية المستقبلية للعلاقات العربية مع دول العالم فلابد من الحديث عن الإعلام العربي وضرورة تطوير وابتكار الوسائل التي تجعله قادرا على مخاطبة العالم وجذب اهتمام العالم بقضايانا ونقل أحداث العالم العربي إلى العالم بمنظور عربي ومن الواقع وليس بمنظور الآخرين الذين قد يجهلون الحقائق أو يتجاهلونها.

لقد أصبح الإعلام صناعة وفنا وعلما تتفاعل فيه الأفكار والاجتهادات على أساس الاستيعاب والتفهم وليس الاقصاء والإدانة، وكلما أطلقنا الإعلام على سجيته دون حسيب أو رقيب كلما ازداد فهم العالم واحترامه لقضايانا وكلما تواضعنا في الاستماع إلى الغير اضطر الغير إلى الاستماع لنا. فالكلمة الحرة هي صلب حوار الشعوب في داخل البلاد وخارجها.

كذلك فإنني لا أرى ما يمنع إنشاء وكالة أنباء عربية تبث إرسالها باللغات الرئيسية في العالم وتتبع للجامعة العربية وتكون بعيدة عن التدخلات الرسمية وبذلك نضمن وصول أخبار العالم العربي إلى العالم بموضوعية ومصداقية ونحد من تأثير الأخبار العربية التي تبثها بعض وكلات الأنباء العالمية ولا تخلو من التحريف والتشويه.

الدور الدبلوماسي

إلى جانب كل ذلك فإنني أرى ضرورة تفعيل دور الدبلوماسية الشعبية تجاه العالم لتكون دعما وسندا للدبلوماسية العربية الرسمية على أن يكون ذلك تحت مظلة الجامعة العربية بحيث تنشأ جمعيات للصداقة العربية مع دول العالم، إلى غير ذلك من آليات العمل الدبلوماسي الشعبي والذي سيكون له بلا شك مردود إيجابي لصالح العرب.

وهنا تبرز مرة أخرى أهمية الإعلام المنفتح الذي يسعى للوصول إلى الجماهير وليس فقط إلى الحكومات وصانع القرار. وكفانا في هذا المجال مكاتب إعلامية بالية وموظفين بلا كفاءات وأساليب إعلامية روتينية متخلفة فشلت في اللحاق بركاب ثورة الإعلام التي تنفجر يومياً محدثة أثراً جديداً.





سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح
أصحاب السمو والمعالي والسعادة
السيدات والسادة،،،

إن تطوير العلاقات العربية مع الولايات المتحدة والدول الغربية عموماً يقتضي بالضرورة التوصل إلى حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية يتم في إطاره قيام دولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية، وأرجو أن تشهد المرحلة القادمة تفهماً أميركياً أكثر حياداً وموضوعية وتحركاً أسرع تجاه هذا الحل فقد تضاعفت قناعة العالم بعدالة القضية الفلسطينية وبضعف الحجج الإسرائيلية الواهية والتي لا يسندها منطق ولا يدعمها قانون وتتنافى تماما مع المواثيق والأعراف الدولية، ولعل حصول دولة فلسطين على عضوية الأمم المتحدة بصفة مراقب وبأغلبية ساحقة أبلغ دليل على تأييد العالم لقيام الدولة الفلسطينية.

القضية الفلسطينية

عندما تُحل القضية الفلسطينية فسوف تُحل عقد وعقبات كثيرة وسيدخل العالم العربي في حقبة جديدة وسيصبح أكثر قدرة على تنمية موارده واستثمار طاقاته وتطوير علاقاته الخارجية، ولا شك أن للعرب دوراً كبيراً ومهماً في الوصول إلى هذا الحل عن طريق دعم الشعب الفلسطيني مادياً وسياسياً وبذل الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.

وعلى إسرائيل أن تدرك أن دوام الحال من المحال وأنه لا يمكنها الاستمرار في احتلال الأراضي العربية إلى ما لا نهاية، لقد تغير العالم وتطورت المفاهيم ولا مجال لشهوة الاحتلال والعنصرية في يومنا هذا.

الحديث عن علاقات العالم العربي المستقبلية يقود للحديث عن قارتي آسيا وإفريقيا فهما يمثلان بحق العمق الاستراتيجي للعالم العربي ولذلك فلابد من منظور جديد لعلاقاتنا الآسيوية والإفريقية يرتكز على تبادل المصالح المشتركة والارتقاء بالتعاون الاقتصادي وتطوير التنسيق السياسي والأمني.

القارة الإفريقية بالذات توفر أفضل الفرص للاستثمار العربي خاصة في المجال الزراعي وفي قطاع التعدين. صحيح أن الاستقرار السياسي والأمني أمر ضروري للاستثمار ولكن الاضطرابات التي تشهدها بعض مناطق افريقيا ينبغي ألا تكون سببا لصرف النظر عن الاستثمار في هذه القارة فهناك دول مستقرة نسبياً في شرق افريقيا وغربها ثم هناك جمهورية جنوب افريقيا التي تتمتع باستقرار سياسي وانفتاح اقتصادي.

بالنسبة لإيران فمن المؤكد أن العلاقات العربية الإيرانية علاقات قديمة وثابتة رسخها التاريخ وعمقتها الجغرافيا ولذلك فهي قادرة على الصمود في وجه الأزمات والتوترات الطارئة، ولا بديل للطرفين عن التعايش والتعاون والتحاور لحل المشاكل وتجاوز العقبات.

منطقة الخليج

صحيح أنه توجد قضايا عالقة بين إيران ودول عربية خاصة في منطقة الخليج ولكن بالحوار البناء وانتهاج السبل الدبلوماسية وتعزيز الثقة بعيداً عن الغلظة يمكن التوصل إلى حلول لهذه القضايا.

واقترح في هذا الخصوص إنشاء منظمة للدول المطلة على الخليج للتعاون.

دولة أخرى مهمة في الجوار العربي هي تركيا التي تربطها بالعالم العربي علاقات تاريخية، وفي تصوري فإن هذه العلاقات ستشهد في المرحلة القادمة مزيدا من التفاهم والتعاون خاصة في المجال الاقتصادي وكذلك في الجوانب السياسية، ومن الواضح أن تركيا مؤهلة لتصبح شريكاً اقتصادياً وسياسياً مهماً للعالم العربي وذلك بفضل ديناميكية قيادتها ووضوح رؤيتها ورسوخ نظامها السياسي.

لا شك أن العامل الاقتصادي محرك أساسي في العلاقات الدولية ولذلك فمن المهم بالنسبة للعرب ومن أجل الحفاظ على علاقاتهم القائمة الآن مع الدول الرئيسية المستوردة للنفط والغاز أن يستمروا في سياسة تنويع مصادر الدخل وفي زيادة استثماراتهم الخارجية وأن تكون لعلاقاتهم مع هذه الدول أبعاد استراتيجية بعيدة المدى وألا تنحصر هذه العلاقات في الجانب الاقتصادي وحده لأنه لا توجد ضمانات لاستمرار اعتماد الدول الصناعية الكبرى على استيراد النفط والغاز من منطقة الشرق الأوسط لعقود طويلة قادمة، وعلينا أن نكون مستعدين لأي مستجدات أو متغيرات في سوق الطاقة العالمية.

الأمم المتحدة

وبالتأكيد فإن العالم العربي وفي سبيل تطوير وتفعيل علاقاته الدولية المستقبلية يحتاج مثل مناطق العالم الأخرى إلى إجراء اصلاحات واسعة في منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لأن واقع العالم الآن يختلف جذرياً عن واقعه عام 1945 عندما تأسست الأمم المتحدة، ولذلك ومن أجل عالم يسوده الأمن والسلام والاستقرار والثقة المتبادلة والتفاهم المشترك بين دوله وشعوبه، فلابد من إجراء هذه الإصلاحات الملحة والضرورية.

الإخوة الكرام،،،

لقد حان الوقت لينتهج العرب الخطط الاستراتيجية المدروسة والرؤية المستقبلية الشاملة في علاقاتهم الإقليمية والدولية واضعين في الاعتبار أن المنطقة تتغير والعالم يتغير وأن مواكبة المتغيرات والمستجدات لا تكون بالانفعالات العابرة وردود الأفعال ولكن بالفعل الجاد والمؤثر وبالتخطيط السليم والفكر المنفتح والقدرة على التفاهم والتحاور مع الآخرين وتغليب المصلحة العليا على المصالح الضيقة، وإذا أردنا أن يحترمنا العالم فعلينا أولاً أن نحترم أنفسنا ونحترم شعوبنا ونستجيب لتطلعاتهم المشروعة لا أن نزهق أرواحهم ونستبيح دماءهم كما يفعل النظام السوري حالياً، والذي قدم للعالم صورة شائهة ومشينة عن العرب قد يصعب محوها قريباً من الذاكرة، حيث يموت آلاف الأبرياء بنيران الدبابات والطائرات ويتشرد الأطفال وتترمل النساء وتزدحم المخيمات بالنازحين واللاجئين، وكل ذلك من أجل أن يبقى شخص واحد في الحكم.

وفي الختام أشكركم وأشكر القائمين على أمر هذا المؤتمر سائلا الله لكم النجاح والتوفيق في مداولاتكم ومناقشاتكم والتي تصب دون شك في مصلحة عالمنا العربي ومستقبل أجياله القادمة.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 3824


خدمات المحتوى


تقييم
1.01/10 (150 صوت)