دعوة إلى قمة عربية... واعادة النظر في العلاقات مع اسرائيل
دعوة إلى قمة عربية... واعادة النظر في العلاقات مع اسرائيل
المصدر
جريدة الجريدة
التاريخ
01-05-2009
التفاصيل
طالب رئيس البرلمان محمد جاسم الصقر في كلمته الافتتاحية لأعمال الدورة الطارئة جميع المنظمات الدولية بإصدار قرارات ملزمة لإسرائيل لإيقاف عدوانها على الفور ودون شروط، وتنفيذ القرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية وإزالة الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كل أراضيها المحتلة وعاصمتها القدس، ومعاقبة قادة تل أبيب على جرائم الحرب التي اقترفوها في غزة.
وأكد الصقر ضرورة تفعيل نشاط الأوساط البرلمانية مع الإعلام العالمي لفضح ما تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية من تدمير وقتل ضد الأبرياء العزل في فلسطين وحاجة الشعب الفلسطيني إلى مقاومة العدوان والاحتلال الإسرائيلي دفاعا عن نفسه.
وقال الصقر: «إنني ما دعيت يوما إلى اجتماع أو دعوت إليه وأنا على هذه الدرجة من القلق والألم وعدم اليقين، فالجريمة الإسرائيلية في غزة أخطر بكثير من أن تغيب عن اجتماعات البرلمان العربي وجهوده ومساعيه، بل ربما كانت بشكل أو بآخر من مبررات وجود هذا البرلمان ومنطلقات رسالته».
العجز العربي
ونبَّه الصقر إلى أن أهداف الجريمة الإسرائيلية ما أعلن منها وما استتر أخطر بكثير وأبعد بكثير من أن تبحث في ظل كل هذه الضغوط دون أن تعمق الشرخ وتزيد النزف، وقال: «فظيع جهل ما يجري وأفظع منه أن تدري».
وأضاف مخاطبا أعضاء البرلمان العربي: «أصدقكم القول بأنني ما اعتليت منبرا على هذه الدرجة من الخجل بتواضع الدور وضياع الصوت وعمق الكلمة»، معتبرا أن «كل المترادف والمتوارد من تعابير الشجب والإدانة والاستنكار لا تضيء شمعة في ظلام غزة، وكل تظاهرات الوعيد والتهديد والتنديد لا تشفي جراح طفل من أطفال غزة، كما أن كل الأصوات الصارخة الهاتفة في الشوارع والساحات وفي الإذاعات والفضائيات لا تخفف من شعورنا بالذنب ولا تغسل ما يلوثنا من عار العجز».
وتابع الصقر: «رغم كل هذا القلق والقهر والألم ورغم مشاعر الخجل والعقم كان لابد أن نجتمع، ولابد أن نجتمع لا تنديدا بالجريمة الإسرائيلية ولا إدانة للوحشية الصهيونية»، مشيرا إلى أنه «ما من عربي يحتاج إلى أدلة جديدة في هذا الصدد، وبالتالي فلا استفاضة في هذا الكلام فهو على صدقه لا يساوي صفرا أمام الشهادة والتضحية».
استرداد الوعي
وشدد الصقر على انه «لابد أن نجتمع لا بكاء على الأطفال والضحايا والنساء الأيامى، فلم يبقَ في المآقي دموع نندب متنقلين من كربلاء إلى نهاوند إلى بلاط الشهداء ومن دير ياسين إلى فبية إلى القنيطرة، ومن بحر البقر إلى جنين إلى قانا... وكل هذه الدموع على طهارتها لا تسترد أرضا ولا تحمي عرضا، ولكننا نجتمع لكي نساهم في استرداد الوعي العربي المخطوف على جناح العاصفة بكل برق صورها ورعد هتافاتها».
وتابع الصقر: «نحن نجتمع لنقول إننا مختلفون... نعم، مخطئون... نعم، مقصرون... نعم، ولكن ليس منا ولا بيننا معتدل منحرف أو نضالي منجرف، فكلنا في الحزن سواء، وكلنا في العروبة سواء، وكلنا في العجز سواء، وكلنا على يقين لا يتزعزع بأن إسرائيل وحدها هي العدو المجرم المحتل».
واستطرد الصقر قائلا: «نحن نجتمع لعلنا نساهم في أن نجعل الدم العربي الفلسطيني المسكوب في غزة تعميدا لوحدة وطنية تعيد للشعب الفلسطيني حرية قراره وطهارة نضاله»، معربا عن أمله في أن يساهم البرلمان العربي في أن يعيد لقضية العرب الأولى دورها بتوحيد الصف العربي.
إجرام وتقصير
وقال الصقر، إن «الإجرام الإسرائيلي ليس حالة استثنائية أو مفاجئة، والتقصير العربي ليس جديدا ولا طارئا»، لافتا إلى أن «الإجرام هو أسلوب إسرائيلي على مدى ستين عاما لكي لا أقول على مدى التاريخ».
واعتبر الصقر أن التقصير العربي هو «حصاد متراكم لتفرق متواصل واختلاف متجدد منذ ستين عاما أو أكثر لكي لا أقول منذ ثالث الخلفاء الراشدين ورغم أن الجزار واحد، ورغم أن الضحية هي ذاتها لايزال المشروع العربي غائبا ومازال المشروع الفلسطيني يأخذ شكل الانقسام العربي ويحاكيه».
وأضاف: «فليكن اجتماعنا دعوة للعمل من أجل ما بعد غزة من أجل منع مذابح جديدة من أجل توحيد العرب حول قضيتهم الفلسطينية على الأقل، وليكن اجتماعنا توحيدا للصف لا إمعانا في تمزيقه، ومساهمة في تحقيق المشروع العربي، لا زيادة... لا خطوة جديدة في الابتعاد عنه شرقا أو غربا، وليكن البرلمان العربي في رقي حواره وقومية منظوره، وليس وجدان هذه الأمة وضميرها فحسب بل صوت عقلها ونفير وعيها وطليعة فكرها».
من جانب آخر، أعلن الصقر في تصريحات للصحافيين على هامش الاجتماع، أن البرلمان درس اقتراحا بإرسال طائرة مساعدات خاصة بالبرلمان العربي إلى سكان قطاع غزة، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يحتاجون إلى مواقف عربية ودولية وتفعيل قرارات مجلس الأمن الدولي.
وانتقد الصقر موقف الاتحاد الأوروبي مما يحدث في غزة، لافتا إلى أن البرلمان العربي سيقوم باتصالات لمحاولة تغيير الصورة لدى مسؤولي الاتحاد الأوروبي.
ولفت الصقر الى انه «إذا كانت الأمة العربية والقرار العربي واحدا وكانت المواقف واحدة، فإننا نستطيع أن نفعل الكثير»، مؤكدا أن «ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة أمر اعتادت عليه إذ إنها ارتكبت أبشع المجازر في السابق ومازالت تواصل ارتكابها»، وقال: «كان الله في عون أهلنا في غزة».
في غضون ذلك، أكد نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وعضو البرلمان العربي تيسير قبعة في تصريحات للصحافيين، أن البرلمانات العربية كلها والجماهير تعبر عن إحساسها وعن مواقفها، لكنها لا تملك أداة تنفيذ في هذا الموضوع.
وأضاف أنه تحددت بعض المطالب منها، أنه لا يمكن أن نطلب من العرب الآن شن حرب على إسرائيل، لكن هناك حداً أدنى سياسياً بمعنى سحب السفراء من إسرائيل، وطرد السفراء من قبل الأنظمة العربية، ووقف التطبيع مع إسرائيل».