جديد الأنشطة الاعلامية

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

نشاط عربي ودولي
نشاط عربي
الاسد في افتتاح البرلمان العربي:
 «الاتفاقية» بين بغداد وواشنطن تهدد امن الجوار 
الصقر: أي عدوان على سورية عدوان على كل الدول العربية

الاسد في افتتاح البرلمان العربي:
 «الاتفاقية» بين بغداد وواشنطن تهدد امن الجوار 
الصقر: أي عدوان على سورية عدوان على كل الدول العربية
المصدر جريدة الجريدة
التاريخ 11-10-2008
التفاصيل
اكد رئيس البرلمان العربي محمد جاسم الصقر التضامن العربي مع سورية، والمساندة القومية لها، والادانة البرلمانية للعدوان عليها (في اشارة الى العدوان الاميركي على منطقة البوكمال السورية على الحدود مع العراق)، معتبرا اي عدوان على سورية «عدوانا على كل الدول العربية بلا استثناء»، في حين شدد على اهمية التصدي للارهاب بجميع اشكاله بما فيها ارهاب الدولة، وشبه الازمة المالية العالمية «بإعصار تعصف رياحه -بدرجة او بأخرى ومن خلال وسائل مختلفة- بكل اقتصادات العالم بلا استثناء»، مشددا على أهمية توطين الاستثمارات العربية في المنطقة العربية، والسعي الى توجيه هذه الاستثمارات نحو الاقتصاد الحقيقي والأصول المنتجة.

وقال الصقر في افتتاح أعمال الدورة العادية الثانية المستأنفة للبرلمان العربي الانتقالي في دمشق امس: «اضحت هموم امتنا من الكثرة والخطورة بحيث اصبح من الصعب على أي منا ان يقدم بعضها ويؤخر غيرها من دون ان ينتابه خوف من الخطأ او حذر من سوء التفسير، وبحيث يتعذر على أي منا ان يعرض لها جميعا من دون ان يتجاوز حدود الوقت وحقوق الغير، فعذرا ان قَصُر العرض عن الشمول والاحاطة، وعذرا ان ضاق الوقت عن اتساع العبارة».

واضاف «مرة اخرى، تفتح لنا دمشق ابوابها ليضمّنا قلب شعبها وصرح ديمقراطيتها، وهي التي سكنت، منذ الطفولة، قلوبنا بما رواه التاريخ عن حدة سيفها وحُمرة وردها، وعن ملاحم وقائعها ومراحم فتوحها، وهي التي وقّرت مكانتها في وجداننا بما عشناه معها بسماحتها وصبرها حيناً، وبغضبها وثوراتها حيناً، وبأصالة عروبتها، وقدسية حريتها وكرامتها في كل حين».

وتابع الصقر: «مرة اخرى، نلتقي برعاية وحضور سيادة الرئيس بشار الاسد، مما يضع لقاءنا امام هيبة التاريخ وحكمته، ويجعل قرارنا بوحي من طموح الشباب وعزيمته، فنستلهم من مكان اللقاء عِبرة الماضي ودروسه، ونستلهم من شخصية الرعاية صراحة الحوار وجرأة القرار».

وخاطب الصقر الرئيس الاسد بالقول: «أرفع مشاعر التقدير والعرفان لنبيل رعايتكم، وتواصل دعمكم لبرلمان العرب، وإلى الشعب السوري الشقيق ومجلسه العتيد أتقدم بصادق الشكر والامتنان لكريم الحفاوة، وجميل الوفادة، وحسن التنظيم».

وذكر ان «جدول اعمال دورتنا هذه يتضمن عدة مواضيع اقتصادية، ولعل هذه الحقيقة تبرر لي ان ابدأ بموضوع اقتصادي هو موضوع الساعة على امتداد الساحة العالمية كلها، ذلك ان الأزمة المالية العالمية اشبه بإعصار تعصف رياحه -بدرجة او بأخرى ومن خلال وسائل مختلفة- بكل اقتصادات العالم بلا استثناء، واذا كانت بداياته ستطيح بنسبة غير مسبوقة من ثروات الاغنياء، فإن انعكاساته الأكثر مرارة ووجعا ستستقر في النهاية على الفقراء وذوي الدخل المحدود اصحاب الاجور والمعاشات وتعويضات التقاعد».

واستطرد الصقر في حديثه قائلا: «لست هنا في مجال الحديث عن هذه الازمة ونتائجها المتوقعة، من حيث عودة الاسواق المالية الى دورها الطبيعي في تمويل الاقتصاد الحقيقي، ومن حيث اعادة النظر في كثير من النظريات والممارسات والأنظمة، ولكن ما يهمني -في هذا الموقف بالذات- هو التركيز على امور ثلاثة:

اولها ان مسؤولية الحكومات عن هذه الازمة لا تقل عن مسؤولية القطاع الخاص بل تزيد عليها، ذلك ان اهم اسباب الازمة على الاطلاق هو ضعف الرقابة وتخلف التشريع، وكلاهما مسؤولية الحكومات.

وثانيها هو ان الازمة يجب ان تعيد إلى اقتصاد السوق اخلاقياته، وان تعود بدور التمويل الى حجمه واساسياته، ولكن هذا يجب ألا يؤدي الى تشكيكنا في حيوية اقتصاد السوق وحتميته، ويجب ألا يؤدي الى خنق الحرية الاقتصادية، التي لا تتعارض اطلاقا بل تقتضي حتما ممارسة الدولة دورها السيادي في التشريع والرقابة والمعاقبة، وبالتالي، أرجو ألا تؤدي هذه الازمة الى نكوص الدول العربية عن برامجها في الاصلاح الاقتصادي القائم على التعاون الكامل مع القطاع الخاص، في اطار العدالة والمنافسة وتكافؤ الفرص.

اما ثالث هذه الامور واهمها فهو ان نأخذ من هذه الازمة فرصة لتعزيز القناعة بجدوى وأهمية توطين الاستثمارات العربية في المنطقة العربية، وان نسعى الى توجيه هذه الاستثمارات نحو الاقتصاد الحقيقي والأصول المنتجة، لأنها الاستثمارات الاكثر سلامة والأكثر توفيراً لفرص العمل من جهة، والاستثمارات الاقدر على توثيق التكامل الاقتصادي العربي من جهة ثانية».

واضاف الصقر: «اما الموضوع الثاني الذي يتصل بجدول اعمال دورتنا، وأودّ الوقوف عنده، فهو التصدي للارهاب بجميع اشكاله بما فيها ارهاب الدولة، فالقراءة الصحيحة لما شهدته العديد من الدول العربية وغيرها من اعمال ارهابية مؤسفة، تكشف بوضوح ان الحركات الارهابية تمثل غزواً من الداخل، يقوم على منهج تدمير الذات من خلال عمليات تقتل الابرياء قتلا جنائيا فارغا من اي مضمون جهادي، لا يشفي من ضعف او تخلف، ولا يغير موازين القوة، ولا يصب في مجرى النضال التاريخي للأمة. بل هو يعطي الخصم مبررات الإمعان في الظلم والعدوان، ويجرد الامة من اسباب القوة، ويمنع تفاعلها مع العصر، ولعل اولى نتائج هذه العدمية السياسية الانتحارية ما نلاحظه من خلط ساذج او خبيث بين الحركات الارهابية وتدميرها اليائس، والحركات الجهادية الحقيقية ونضالها المشروع من اجل تحرير الأرض والارادة، كما ان من اهم اخطار هذا الغزو الارهابي الداخلي انه يوفر المبررات للغزو الخارجي المتمثل في ارهاب الدول، التي تمارس غطرسة القوة والقصف والاحتلال، تحت لافتة محاربة الارهاب».

ولفت الى انه «اذا كان استخدام القوة بحزم وعدل من اهم شروط التصدي للارهاب المنجرف وراء تدمير الذات، فإن تعميق مفاهيم العدل والحرية والديمقراطية، هو الاسلوب الاكثر فعالية في تجريد ارهاب اليأس وارهاب الدول على حد سواء من ادعاءاتهما الكاذبة وخطابهما المضلل».

وذكر انه «قبل خمس سنوات تماما، وفي الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) 2003 على وجه التحديد، التقى البرلمانيون العرب في دمشق، تحت مظلة الاتحاد البرلماني العربي، ليعلنوا التضامن العربي المُطلَق مع سورية، والمساندة القومية الكاملة لصمودها، والإدانة الشعبية الصريحة للعدوان عليها، وها نحن اليوم نلتقي تحت مظلة البرلمان العربي، وفي حاضنته دمشق، لنجدد التضامن العربي معها، والمساندة القومية لها، ولنؤكد الادانة البرلمانية للعدوان عليها، واعلاننا هذا ليس إلا تكريسا لموقف ثابت يعتبر اي عدوان على سورية عدوانا على كل الدول العربية بلا استثناء، ويرى في محاولات الضغط على القرار السوري، تضييقا على الامة العربية وانتقاصا من حريتها، خصوصا ان هذه المحاولات لا تخدم قضية السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط، ولا تؤدي الا الى مزيد من الاحباط وخيبة الامل لدى العرب والمسلمين وكل مجتمعات الخير والسلام في العالم، الامر الذي تستغله قوى التعصب الاعمى لنشر افكارها وتكثيف ارهابها».

واضاف في هذا الاطار: «وهنا أستميحكم عذرا -يا سيادة الرئيس- في ان أذهب الى ما هو ابعد من تجديد التضامن وتأكيد الادانة وتشديد التنديد لأقول: ان اقوى اسلحة اعدائنا هو تفرّقنا وتشتت جهودنا وضعف روح الامة فينا، اقوى اسلحة اعدائنا هو تضخيم «أنا» على حساب «نحن»، وتقديم الخاص على العام، والاهتمام بالشكل على حساب المضمون، والانحراف عن الهدف في زحمة الجدل بشأن الاسلوب، وتجاوز معالم الطريق من كثرة الالتفات الى الوراء، والسير فُرادى يحاذر بعضنا الآخر بدل السير مجتمعين حذراً من العدو، اقول هذا لأني مؤمن تماما بأن المسؤولية القومية للبرلمان العربي هي إذكاء روح الامة، وإذكاء الامة يتطلب -اولاً وقبل كل شيء- استعادة الوعي التاريخي في بناء الاستشراف المستقبلي، واين ومتى يمكننا ان ندعو الى ذلك افضل من ان نكون معكم... الآن وفي دمشق. ان البرلمان العربي ينتهز هذه الفرصة، ليتوجه إليكم يا سيادة الرئيس مخاطبا نشأتكم القومية، وإرثكم النضالي ورئاستكم القمة العربية، آملاً ان تعملوا على تجاوز كل الاعتبارات والحسابات، لكي يستعيد التضامن العربي كل زخمه واجنحته وعزيمته، باعتباره الشرط الاول والاساسي لحفظ كرامتنا، واسترداد حقوقنا، ولعلي لا أبالغ اذ اقول، واستمرار وجودنا».

واختتم الصقر كلمته بالقول: «عذرا ان تأثرت بوحي المكان وشباب الرعاية، فتغلبت صراحتي المندفعة على دبلوماسيتي المصطنعة، ويسعدني ان اختم بما بدأت، فأكرر الشكر لسيادة الرئيس بشار الأسد لرعايته وحضوره وكلمته، واكرر الامتنان للشعب السوري ومجلسه العتيد لكرم الضيافة وجميل الوفادة.

وأذكر بالتقدير جهود معالي الامين العام لجامعة الدول العربية لمؤازرة رسالة البرلمان العربي، كما اذكر بالثناء جهود سعادة الامين العام للبرلمان العربي وجميع العاملين في الامانة العامة، وأتوجه اليكم جميعا بصادق الشكر لكريم حضوركم وحسن إصغائكم».