المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأنشطة الاعلامية
مقابلات صحفية
مجلس العلاقات العربية الدولية ودوره فى العالم العربى
مجلس العلاقات العربية الدولية ودوره فى العالم العربى
12-18-2010 06:00
صحيفة ارض الوطن الالكترونية السيد محمد جاسم الصقر رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية وعضو مجلس الأمة الكويتي السابق فى لقاء حصرى لـ ارض الوطن

حوار - د . سامي عبدالعزيز العثمان

فى حديث شيق وممتع مع السيد محمد جاسم الصقر عضو مجلس الامة الكويتى السابق اشار الى تخبط كبير فى السياسات الكويتية وتحدثنا كتيرا عن مجلس العلاقات العربية الدولية ودوره فى العالم العربى لمتابعة الحوار :
س1- كيف ترون مبادرة خادم الحرمين الشريفين للسلام والتي أطلقها من الكويت 2002 ومتى في رأيك نستطيع ملامسة نتائجها ؟
- مبادرة خادم الحرمين الملك عبد الله للسلام هي مبادرة الإجماع العربي التي تضمن حقوق العرب واسترجاع المغتصب منها كاملة دون تفريط ، ولكن التعنت الإسرائيلي يمنع أن تصبح واقعا ، يمهد لاستقرار المنطقة والسلام فيها، ولن تتحقق نتائجها إلا إذا تخلى الإسرائيليون عن تعنتهم ورفضهم للمبادرة.
س2-كيف ترون التقارب السعودي السوري وانعكاسه على الأوضاع في لبنان ؟
- الرياض ودمشق يشكلان ثقلا عربيا وإقليميا مهما ومؤثرا على الوضع في لبنان ، وأي تفاهم بين دولتين عربتين هو أمر محمود ومطلوب ، وأتوقع أن يكون لهذا التقارب أثرا ايجابيا على الاستقرار في لبنان.

س3- المشهد السياسي الكويتي يغلب علية الضبابية واللغط والصراع إلى يذهب الوضع السياسي في رائيكم وفي ظل تلك التداعيات ؟
- نعم يوجد في المشهد السياسي الكويتي الكثير من الممارسات السلبية التي تعكر الممارسات السياسية وتجعلها موسومة بحالة من اللغط والصراعات المتتالية التي تشل أحيانا البلد ، وإن كانت طبيعة المجتمعات الدستورية الديمقراطية تقوم على آلية الأغلبية والمعارضة التي تتطلب نوعا من الجدل والحوار الإيجابي الذي يكون ضمن أطار محددات العمل البرلماني الديمقراطي ، ولكن في الحالة الكويتية فأن ما يحدث أحيانا في الكويت لا يعترف بإطار العمل الدستوري ويصل إلى حالة صراع عبثية تنم عن توتر اجتماعي مصطنع صنعه البعض عبر وسائل أعلام معروفة حاول من خلالها أن يقسم المجتمع الكويتي .
بالإضافة إلى أن عدم تطوير العمل الديمقراطي هو سبب لما نشهده الأن من ممارسات خرجت عن الصالح العام والعمل الوطني المجدي، ولكنني مؤمن أن سلبيات العمل الديمقراطي والحريات تعالج عن طريق الممارسة والمزيد من الديمقراطية والحريات ، والنوايا الصادقة من جميع الأطراف لمعالجة السلبيات دون أن ننتقص من المكتسبات الشعبية التي حققناها، ولذلك أرى أن الأيام المقبلة قد تشهد بعض التعقيدات والأزمات السياسية في الكويت ولكن لدي أيمان أن تلك التداعيات سينتج عنها في المستقبل القريب قناعات راسخة لدي الجميع للتوجه للممارسات أكثر استقرارا تدعمها توجهات الناخبين في الانتخابات المقبلة .
س4- تماسك السلطة في الكويت وتشكيل حكومة وتطبيق القانون وكما أكدتم على ثلاثية المعالجة كيف يمكن تفسيرها ؟
- النظام في الكويت نظام مؤسساتي دستوري مستقر تتعاون فيه السلطات الثلاث وفقا للدستور وتحتفظ باستقلاليتها ويرئسها سمو أمير البلاد ولا يوجد في الكويت مواجهات بين السلطات الموصوفة دستوريا، ولكن في كل نظام هناك من فترة إلى أخرى حاجة للتطوير والإصلاح ..وهنا يطلب من هذه السلطات أن تصلح نفسها وتستجيب لمطالب الشعب وقوى المجتمع المدني بهذا الشأن ، ولذلك فأن السلطة التنفيذية (الحكومة) مطالبة بالإصلاح والتطوير، فهناك الكثير من الممارسات الحكومية السلبية بالإضافة للأداء الوزاري الضعيف الذي يجب أن يُقّوم، وكذلك في مجلس الأمة هناك تجاوزات من النواب وخروج عن صلاحياتهم وممارسات أخرى يجب أصلاحها وكذلك السلطة القضائية مطلوب دعمها بقانون جديد يعزز استقلاليتها وسبل الرقابة الذاتية لديها...وهذا كله يجب أن يجاريه تفهما وتجاوبا من بيت الحكم الممثل بسمو أمير البلاد.
س5- الحريات الإعلامية في الكويت يشوبها شيء من الفوضى وأحيانا تذهب للعبثية كيف يمكن معالجة هذا الأمر ؟
- في الدول التي لديها حرية إعلامية مضمونة بنصوص دستورية يشكل القانون الحد الفاصل بين العمل الإعلامي وبين الفوضى والعبثية ..وهناك ضمانات أخرى منها المهنية ومسؤولية الناشر أو الممول أو المستثمر الأخلاقية والوطنية، وبلا شك فإن بعض الممارسات الإعلامية في الكويت وحتى في دول أخرى شهدت ممارسة خطيرة تتناول قضايا طائفية وفئوية تمس وحدة المجتمعات ومصالحها الوطنية ، ولكن وفي عصر السماء المفتوحة فإن القمع لن يجدي نفعا ولكن المطلوب أن يعمل القانون، وأن يفرز المتلقين ما بين المفيد والمضر أن يأتي الوقت الذي يصبح فيه نهج الإثارة المفتعلة مرفوض ومعزول من غالبية المتلقين للوسائل الإعلامية المختلفة.
س6- بدون شك كان الإعلام الكويتي يعيش عصره الذهبي في الثمانينات وكان الإعلام الكويتي يلعب دور الإعلام اللبناني والمشهود له وفي ضل غيابة في تلك الفترة هل تتوقع أن هناك عودة لذلك العصر في عصرنا الحديث وبكل مفرداتة وأدواته ؟
- الأعلام الكويتي ما زال مؤثرا في كافة صنوفه ولديه ريادة في الأعمال الدرامية والفنية المختلفة ..ولديه مصداقية عالية وسقف حريات مرتفع في الشأن السياسي يجعل الكثيرون يتابعونه ، بالإضافة إلى أن الخبرات الوطنية وموروث العمل الكويتي الإعلامي والصحافي يجعله دائما محل الأنظار والمتابعة رغم انكفاءه على الشأن الداخلي بشكل كبير .


س7- التيار الديني والتيار المدني في المشهد السياسي الكويتي ماذا قدم وماذا استفاد المواطن من تلك التيارات ؟
- بلا شك هناك فارق كبير بين التيار المدني والديني في الكويت ، فعصر النهضة والريادة الكويتية كان في ظل التيار المدني وفكره ومعظم مؤسسات الدولة الحضارية أنشئت في تلك الحقبة بينما كان للفكر الديني المنغلق تداعياته التي أدت للتراجع والأزمات ، أنا هنا لا أتحدث عن طابع الدين كعقيدة للمجتمع الكويتي نؤمن ونعتز بها رغم أن المجتمع الكويتي متعدد وفيه كويتيين يدينون بديانات أخرى ولكنني أتكلم عن أسلمة العمل السياسي والفكر الانعزالي المتشدد الذي يحاول فرض نفسه على هوية المجتمع الكويتي المنفتحة على العالم وجميع ثقافاته وحضاراته.
س8- حدثنا عن مجلس العلاقات العربية الدولية والذي تتولى رئاسته وهل يمكن أن يقدم ما هو مطلوب منه في ضل الصراعات العربية مع بعضها البعض فضلا عن الصراع العربي الدولي والذي يؤمن تماما بان ذلك الصراع لن ينهيه إلا عودة أراضينا الفلسطينية من براثن الأيدي الصهيونية الغاصبة ؟
- مجلس العلاقات العربية الدولية يهدف إلى تكوين شبكة معرفية وسياسية مع جميع المؤسسات البحثية والعلمية والسياسية العاملة في مجالات واهتمامات المجلس، حيث يتم توظيف الخبرات المتراكمة لدى تلك المركز والمؤسسات في تحقيق أهداف المجلس، وإقامة الأنشطة العلمية المشتركة من خلال الندوات والدورات والمؤتمرات مع الجهات المختلفة، كالمراكز البحثية والتنموية الخاصة والأكاديمية والعامة والمنظمات الدولية، وتعزيز وتطوير برنامج تبادل الزيارات المعرفية لباحثين إلى المركز أو لأعضاء مجلس الأمناء في سبيل تقوية القاعدة المعرفية، والتواصل مع الخبراء وصناع القرار .. وبهذا النهج يمكننا أن نقدم أفضل الدعم للقضية الفلسطينية وكافة قضايانا العربية.
س9- رابطة الجوار العربي والتي ناديتم بها ثم تلى ذلك نادت بها الجامعة العربية إلى أين يمكن أن تقودنا ؟
- العالم العربي يقع في محيط حي يجمع أمم عريقة من العالم القديم والتي كانت تكون إمبراطوريات عبر التاريخ ولها روابط مع العالم العربي وتأثير متبادل بيننا وبينهم ، ولنا ولهم مصالح يجب أن نتحاور ونتعاون بشأنها ، ونقرب الرؤى حول مفاهيم الأمن الإقليمي والتعاون التجاري كما يحدث في مواقع مختلفة في العالم، ولا يجوز أن تستمر حالة التشكك في نوايا جيراننا والريبة من كل تحرك يقومون به أو نقوم به نحن ،ولذلك جاءت فكرة رابطة الجوار العربي للحوار والتقارب والعمل الذي يحفظ مصالح الجميع ويكرس الأمن والتعاون الإقليمي.
س10- طرح العقيد القذافي في قمة سرت ما قبل الماضية الذهاب باتجاه الاتحاد العربي بدلا من الجامعة العربية باعتبار أن الجامعة لم تقدم شيء ، كيف ترون ذلك ؟
- يجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا وصادقين مع شعوبنا والعالم، فهناك تباين وحتى خلافات بين الدول العربية تجاه عدة قضايا رئيسية، ولذلك فإن القفز إلى فكرة الاتحاد العربي قد تقوض الحد الأدنى من التعاون والتكامل العربي القائم حاليا، والذي يجب أن يستكمل عبر التكامل في البنى التحتية و التعاون الاقتصادي والتشريعي قبل أن ننتقل لفكرة الاتحاد العربي.
س11 - كان لكم موقف قوي جدا بخصوص محاكمة الرئيس السوداني البشير وهذا يجعلنا نطرح التساؤل التالي هل السودان ذاهب للتقسيم وكيف ترون ما هو قادم بالنسبة للسودان ؟
- للأسف أن ما يحدث في السودان فيه تهديد للأمن العربي ونواة لمحاولات تفتيت الدول العربية ، وتحديات جدية للسودان والثقل العربي الكبير المتمثل في مصر، والمؤسف أيضا أننا كعرب لم نتعامل مع هذا التحدي الكبير بجدية عند بدايته منذ سنوات طويلة ، وأنا أتمنى أن توجد صيغة للحفاظ على وحدة السودان ومنح الحقوق لكافة طوائفه والتجمعات السكانية الموجودة فيه ، وأن يستقر وتتوقف بعض الأيادي التي تسعى لضربه وتفتيته.

س12-تقدمتم برسالة مفتوحة لرئيس عباس وخالد مشعل وبينتم من خلالها حرصكم وحرص الأمة العربية بالنسبة للوضع الفلسطيني المتردي والذي افرز تلك الصراعات التي تشهدها الساحة الفلسطينية والسؤال كيف نستطيع المطالبة وإسماع صوتنا للمجتمع الدولي ونحن لم نرمم بيتنا الداخلي ونصحح أوضاعنا قبل أن نطلب تعاطف الآخرين معنا ؟

- وحدة الصف والتلاحم الوطني هي أهم متطلبات نضال الشعوب التي تقع تحت الاحتلال وتكافح من أجل استعادة حقوقها وتحررها الوطني، ولذلك فإن استمرار وضع التشرذم الفلسطيني سيصيب قضية العرب الأولى في مقتل ، ولكننا نتمنى أن تعود اللحمة الفلسطينية ووحدة الكلمة والجهود للكفاح من اجل فلسطين الوجود والدولة، ومن منطلق حرصي وخبرتي في القضية الفلسطينية وجهت هذه الرسالة ، وقبل ذلك قمت وزملائي في البرلمان العربي بجهود ولقاءات متكررة لجمع الفرقاء الفلسطينيين وحل الخلافات بينهما، والتي أرجو وأناشدهما مجددا أن يجدوا لها حلولا لمواجهة استحقاقات المرحلة الحالية والمفصلية للقضية الفلسطينية.
س13-هل تتوقعون أن هناك عودة لسوريا في العمق اللبناني لاسيما أن هناك قراءات عديدة تدفع بهذا التوجه؟
- لا أعتقد أن الأخوة السوريين لديهم رغبة في ذلك.
س14- المحكمة الدولية وشهود الزور وتغير خطاب السيد حسن نصر الله والذي ينحى ويعول على الدور السعودي السوري كيف يمكنكم قراءته ؟
- الشأن اللبناني فيه الكثير من التعقيدات والأزمات التي لا نتمنى أن تؤدي إلى نزاعات تؤثر على استقرار وأمن هذا البلد الشقيق والعزيز علينا ، وبلا شك أن أشارة السيد حسن نصر الله إلى تمسكه بالمساعى السعودية - السورية لضمان الاستقرار والتهدئة في لبنان أمر ايجابي .
س15- العراق من وجهه نظركم إلى أين هو ذاهب ؟
- ما يجري في العراق في بعض أوجه يدعو للحزن من نزاعات وتذبذب في الحالة الأمنية ،ومنازعات بين القوى السياسية رغم أن الناخبين قد حسموا الأمور في الصناديق الانتخابية منذ عدة شهور، ولكن المطمئن أن العراقيين ورغم ذلك يجلسون مع بعضهم البعض ويتحاورون ويصلون لتسويات لتكريس الدولة الدستورية وعمل مؤسساتها ، أتمنى أن تتعزز في العراق الدولة وتبدأ عملية تنمية شاملة يستحقها الشعب العراقي ، وتتعزز وحدة العراق واستقراره لأن هذا الأمر مهم لنا وللمنطقة ككل.
س16- المشروع النووي الإيراني هل يمكن القول أنة سيكون كالعصى في أيدي الإيرانيين لتنفيذ أجندتهم وأيا كانت في عمق دول الخليج العربي ؟
- أنا اعتقد أن الإيرانيين أذكى من ذلك بكثير، فهذه المنطقة المهمة للعالم لن يستطيع أحد أن ينفذ فيها أجندته الخاصة منفردا حتى لو أمتلك سلاحا استراتيجيا كالقنبلة الذرية لأنه سيكونون - وأنا أفترض هنا حسب سؤالك أن الإيرانيين يسعون لسلاح نووي - طرفا في معادلة الردع المتبادل حتى لو لم تكن الدول الخليجية تمتلك سلاحا متكافئا لأن المنطقة تدخل ضمن معادلة دولية كبيرة، لذلك فإن نهج التعاون والاتفاق والحوار سيوفر مصالح الجميع ، وبخلاف ذلك ستشهد المنطقة مزيدا من المواجهات لا سمح الله الدامية والمكلفة لجميع الأطراف.
س17 - مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبكل أمانة هل حقق الطموحات المرجوة منه ؟
- حتى نكون منصفين هناك انجازات ولكنها لا ترقى للطموح ، وبعضها سيأخذ فترات زمنية طويلة ، ولكن على مستوى العالم العربي فإن مجلس التعاون الخليجي هو أنجح المجالس التكاملية العربية والمستمر في العمل منذ ثلاثة عقود ، ولكننا كشعوب خليجية لدينا أمال وطموح كبيرة نتمنى أن تتحقق كلما نضجت فكرة مجلس التعاون ورسخت عند القادة والشعوب لنتمكن أن ننجز المشاريع الكبيرة الموجودة والتي للأسف تسير بشكل بطيء، ولكنها تتحقق على مراحل وهو أفضل من انعدام التعاون والتنسيق بين دول المنطقة الخليجية.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1841


خدمات المحتوى


تقييم
7.98/10 (54 صوت)