المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأنشطة الاعلامية
مقابلات صحفية
تجربة التعاون الخليجي ليست وحدوية والتجارب الاقليمية المماثلة فشلت
11-18-2009 04:39
جريدة ايلاف

في حوار شامل مع ايلاف تناول فيه اهم القضايا المحلية المطروحة على الساحة أعلن رئيس المجلس العربي للشؤون الاقليمية والدولية محمد الصقر ان هناك قواسم مشتركة تجمع بين المجلس العربي للشؤون الاقليمية والدولية ومجلس أمناء العلاقات الخارجية الأميركي وأكد ان المجلس ليس ظلأ لجامعة الدول العربية بل عوناً لوزراء الخارجية العرب في سياستهم مع دول العالم وأيضا في السياسة العربية - العربية.

الكويت: أعلن رئيس المجلس العربي للشؤون الاقليمية والدولية محمد الصقر في حوار مع "ايلاف" أن تجربة مجلس التعاون الخليجي ليست وحدوية، وقال "ان عناصر الوحدة السياسية لمجلس التعاون الخليجي لم يتحقق منها حتى الآن سوى مشروع توحيد العملة الخليجية، وشدد على أن التجارب الوحدوية في الوطن العربي فشلت لأنها تجارب وحدوية بين حكومات وليس بين شعوب، واعتبر أن الوحدة بين مصر و سوريا لم تكن ديمقراطية وبالتالي لم تكن شرعية، بل جاءت بقرار فردي من جانب زعامتي البلدين وفشلت لأنها ليست قرار الشعب.

كما أعلن الصقر أن المجلس العربي للشؤون الاقليمية والدولية من المقررأن يجتمع في الكويت خلال شهر كانون الثاني/ يناير القادم لمناقشة عدداً من الموضوعات الهامة، وطالب الحكومة الكويتية بالموافقة على اجراءات الترخيص للمجلس كمؤسسة مجتمع مدني.

ونفي رئيس المجلس العربي للشؤون الاقليمية والدولية أن يكون المجلس ظلاً لجامعة الدول العربية وأنه لا يريد للمجلس أن يكون ظلا لأحد، وأكد أن هناك قواسم مشتركة تجمع بين المجلس العربي للشؤون الاقليمية والدولية ومجلس أمناء العلاقات الخارجية الأميركي، وبيّن أنه يريد أن تمثل كل مشارب الأمة العربية في المجلس ومستبعداً القومية والاسلامية وكل الأيديولوجيات من المجلس أو امكانية تأثيرها على مسيرته وقراراته.

وأعرب الصقرعن أمله أن تستطيع الحكومة الكويتية مواجهة مجلس الأمة وأن تطبق الدستور وألا تنحني للمطالب النيابية الغير عادلة، وقال"أنا ضد تعديل الدستور أو تنقيحه أو الحل غير الدستورى للمجلس"، كما شدد على أن أمير الكويت هو صاحب القرار "وأننا بأيدي أمينة"، واذا كان الأميرغير مرتاح لمجلس الأمة فيستطيع أن يحله، وكذلك بالنسبة للحكومة فيمكن أن يحلها لو أراد " وقد تطرق الحوار الى ماهية المجلس العربي للشؤون الاقليمية والدولية، فضلا عن بعض القضايا المحلية المطروحة على الساحة، واليكم نص الحوار:

*في مستهل الحوار..كيف نبتت فكرة تأسيس المجلس العربي للشؤون الاقيلمية والدولية؟

-في الواقع منذ أن كنت رئيسا للبرلمان العربي، فكرت في انشاء هذاالمجلس وقد أجريت مشاورات واتصالات مع عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية في هذا الشأن، وأرى أن العالم العربي يفتقر الى مؤسسة مجتمع مدني تعنى بالسياسة الخارجية والعربية، وبالتالي كل الثقل والعبء يقع على كاهل وزراء الخارجية العرب، ونحن نريد أن نكون عونا لهم في السياسة الخارجية مع دول العالم وأيضا في السياسة العربية - العربية، لأننا نعتقد أن العالم الديمقراطي كله سواء العالم الغربي أو العالم الصناعي توجد به العديد من مؤسسات المجتمع المدني. ففي أميركا وبريطانيا وفرنسا الا العالم العربي الذى يفتقر الي هذا النوع من المؤسسات التى تذهب وتتحدث شعبيا وتدافع عن حقوق الشارع العربي وخصوصا أن وزراء الخارجية العرب ليسوا متفقين على كل شئ، وبالتالى اذا وجدنا مجموعة متجانسة ومقتنعة بقضايا العالم العربي ولها تاريخ ولها اسم ومعروفة من الممكن أن يكون لها فائدة كبيرة، وهى ليست ضد سياسة جامعة الدول العربية أو مجلس وزراء الخارجية العرب بل هى مكملة لهم.

*هل تلاقت أفكار الأعضاء المؤسسين للمجلس العربي للشؤون الاقليمية والدولية والبالغ عددهم 14عضوا مع الأعضاء الآخرين

-طرحت الفكرة على السيد عمرو موسى، كما قمت بالاتصال بأغلب بقية الأعضاء، كما طرحت الفكرة على كل عضو منهم والحقيقة لم يرفض أيا منهم الفكرة بل رحبوا جميعا، والوحيد الذى لم يستطع المشاركة بالحضور بسبب ارتباطات مسبقة السيد عبدالرحمن العطية أمين عام مجلس التعاون الخليجي -ويحضر بصفته- وأيضا لم يحضر السيد فؤاد السنيورة لأنه كان مازال رئيسا للوزراء ونحن لا نريد اعضاء في منصب حكومي رسمي بهذا المجلس.

*هل فكرة هذا المجلس على غرار مجلس أمناء العلاقات الخارجية الأميركي بنيويورك والذى كنتم عضوا به لمدة عشرين عاما؟

- هناك قواسم مشتركة تجمع بين المجلس العربي للشؤون الاقليمية والدولية و مجلس أمناء العلاقات الخارجية الأميركي فضلا عن الأغراض، ونحن قد نكون مؤسسسة المجتمع المدني العربية الوحيدة، لكن مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك ليس المؤسسة الوحيدة المعنية بالسياسة الخارجية في أميركا هذا هو الفارق بيننا وبينهم، وهناك في أميركا أكثر من عشر مؤسسات معنية بهذا الأمر.

*هل سيتم فتح باب عضوية المجلس العربي للشؤون الاقليمية والدولية لانضمام شخصيات سياسية عربية أخرى مستقبلا ؟

-نحن لا نعلم للآن كيف ستسير الأمور؟ لأننا فوضنا عضو المجلس الدكتور رياض الداوودى بوضع القانون الأساسي، ولدينا اجتماع في يناير القادم سيعقد بالكويت وهذا الاجتماع سيتم فيه مناقشة عددا من الموضوعات المختلفة، وهل سيكون هناك مجلس ادارة ومجلس أمناء أو أحدهما ؟ هل الأعضاء المؤسسين هم مجلس الادارة أم لا ؟ وهل سيتم فتح باب العضوية لشخصيات سياسية عربية أخرى ؟ وهل من الممكن أن يكون عدد أعضاء المجلس 80 أو 90 عضو؟ أعتقد أنه ليس ممكنا أن يكون بهذا العدد، ومن الممكن أن يكتفي المجلس على أعضائه المؤسسين فقط وهم 14، وسنناقش مصادر التمويل للمجلس، هذه الأمور كلها سنناقشها، أما دولة المقر من حيث المبدأ ستكون الكويت ولكن لابد للدولة أن توافق على ترخيص المجلس كمؤسسة مجتمع مدني وسنتقدم الى الجهات المختصة بأوراقنا للحصول على الترخيص.

*هل يمكن القول أن هذا المجلس هو جامعة ظل عربية في ضوء التردى للشأن العربي بأحداثه المختلفة؟

-نحن لسنا ظلاً لجامعة الدول العربية وقد نختلف حول بعض قراراتها في المستقبل، فبالتأكيد الظل يتفق مع الأصل، لا نريد أن نكون ظلا لأحد، بل نحن الأصل لأصلنا.



* أعلنتم أن المجلس لن يكون منافسا للحكومات العربية. هل يعني ذلك أنكم تخشون من عرقلة مجهوداتكم التى ستقوم بالأساس على الاتصالات مع وزارات الخارجية في المنطقة العربية ؟ وماهى أبرز أهداف المجلس؟

- نحن لا نملك قرار بوقف الحكومات العربية، وسيكون دورنا استشاري وارشادي يقدم النصح وبالتأكيد نريد أن نحظى بالاحترام، واذا حظينا بالاحترام سوف نكون مؤثرين، أما بالنسبة لأهدافنا فهى اقليمية ثم دولية، والاقليمية وهى التى تعنى محاولة تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتحاربة أو المتصارعة أو المتخاصمة في الدولة الواحدة وفي الاقليم الواحد وفي العالم العربي، وهناك أمثلة على ذلك منها قضية الصحراء الغربية "البوليساريو" لم يتطرق اليها سوى الحكومات العربية وجامعة الدول العربية، ولم يكن هناك طرف محايد غير جامعة الدول العربية تحاول حلها، والجامعة من الممكن أن تكون طرفا لأنها تضم وزيرا خارجيتى الجزائر و المغرب، وسوف نكون محايدين في هذه القضية وفي الشأن اللبناني هناك خصومات بين الأطراف المختلفة فهناك من يؤيد فريق 14 آذار، وهناك من يؤيد فريق 8آذار في جامعة الدول العربية، وبالتالي الحيادية مفقودة، أما بالنسبة للخلافات الفلسطينية –الفلسطينية بين فتح وحماس، كذلك هناك أطراف عربية مؤيدة لفتح، وأخرى مؤيدة لحماس وبالتالي تنتفي صفة الحيادية، ولا أعنى أن الأطراف العربية غير مؤهلة فمصر والسعودية بذلتا قصارى جهودهما وهذا جهد مشكور ويجب أن يحترم ويقدر، لكن قد يكون لهذا المجلس فكر جديد فمن الممكن أن ننظم مؤتمر للحوار العربي –الايراني، كما يمكن لنا أن ندخل في حوار بين الأطراف المتخاصمة في العراق، كما يمكن أن يكون لنا دورا في الصومال والسودان واليمن، وهذه الجهود يجب أن نشكرعليها.

وتابع أما فيما يختص بالشأن الدولي والخارجي فلم أسمع أو أرى أن هناك طرف عربي غير وزراء الخارجية العرب توجه وتحاور مع الغرب والشرق، ولم أسمع أو أرى أن هناك طرف عربي غير الحكومات العربية كان لها صوت آخر، وبالتالى نحن والحكومات جميعا قضيتنا واحدة مع الغرب لا توجد خلافات عليها.

*هل سيقتصر دور المجلس العربي للشؤون الاقليمية والدولية على الشأن السياسي فقط أم أنه سيتطرق للشؤون الاقتصادية العربية والتجارة البينية والوحدة الاقتصادية العربية ؟

-هذا سؤال جيد وسوف نناقش هذا الأمر في يناير القادم، ومن المؤكد أنه سيكون لنا دورا في كل شئ ان شاءالله.

*هل سيبحث المجلس النظام الاقليمي العربي والمتمثل في جامعة الدول العربية وتفعيل دورها أكثر تجاه القضايا العربية ؟

-هذا ليس من مهامنا.

*أكدتم من خلال تصريحاتكم أن المجلس العربي للشؤون الاقليمة والدولية هو مؤسسة مجتمع مدني قومية عربية، ويعنى بالسياسة الخارجية وعونا لأصحاب القرار سواء لجامعة الدول العربية أو وزراء الخارجية العرب. هل معنى ذلك أن المجلس سيتبنى سياسات القومية العربية والتى كانت في زمن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أم أن المعطيات والمتغيرات مختلفة ؟

- أنا قلت أن المجلس مؤسسة مجتمع مدني عربية وليست قومية عربية، ولا أريد أن أدخل لا بالقومية العربية ولا بالاسلامية ولا في الأيديولوجيات.



أعضاء المجلس لهم توجهات سياسية وأيديولوجيات مختلفة. ألا تخشون أن تنعكس هذه التوجهات السياسية على المجلس وأن يصطبغ بصبغات الأعضاء المختلفة؟

-عندما يأخذ المجلس وضعه القانوني سيكون الرأي للأغلبية، وبالتالى نحن نريد أن تمثل كل مشارب الأمة العربية في هذا المجلس.

*ماهى أولى الخطوات التنفيذية لبدء أعمال المجلس؟ وهل سيكون له مكتب تمثيلي بجامعة الدول العربية؟

-لا أعلم وهذا شئ مطروح وسوف نناقش كل هذه الأمور بتفاصيلها الدقيقة في يناير القادم.

*برأيكم لماذا فشلت التجارب الوحدوية في الوطن العربي باستثناء تجربة مجلس التعاون الخليجي؟

- تجربة مجلس التعاون الخليجي ليست تجربة وحدوية، لأن الوحدة هى اندماج بلدين معا، أما مجلس التعاون فهو شئ آخر، وهناك تجارب وحدوية وقعت بين مصر وسوريا، وأيضا بين العراق وسوريا، وأيضا العراق والأردن وكل التجارب الوحدوية في العالم العربي فشلت لأنها تجارب وحدوية بين حكومات وليس بين شعوب، ولا يوجد وحدة الا بارادة الشعوب وعندما تقرر ذلك الشعوب هي التى تنتصر، وارادة الشعوب كيف يمكن التعبير عنها؟ تعبر عنها بالديمقراطية، والوحدة بين مصر وسوريا لم تكن وحدة ديمقراطية والقرار فردي من زعامة البلدين ولم تستمر أكثر من عام وفشلت لأنه ليس قرار شعبي، والوحدة تأخذ الصفة الشرعية من خلال الديمقراطية، لكن الوحدة بين مصر وسوريا لم تكن شرعية، وان كنت أقدر مشاعر الرئيسين عبدالناصر وشكري القوتلي في ذلك الحين، الا أن المشاعر بينهما كفردين يمثلان أنفسهما وليس مشاعر الشعبين.

*هناك مشروع للاتحاد السياسي الخليجي بين دول الخليج العربي الست من خلال توحيد العملة وغيرها من التدابير اللازمة لذلك. ألا يعنى ذلك أن دول الخليج تقترب منه وبصدد تنفيذه ؟

-اتحاد يكون فيه قيادة واحدة وعملة واحدة، ومصرف مركزي واحد، وجيش واحد، ودولة واحدة، هذا هو الاتحاد، وبالنسبة لتوحيد العملة فهذا عنصر واحد فقط، بينما لا يوجد جيش واحد، ولا يوجد بنك مركزي واحد ولا توجد حكومة واحدة، وأنا أعتقد حتى أوروبا لم تصل للوحدة النهائية.

*هل سيتعاطى المجلس العربي للشؤون الاقليمية والدولية مع قضية الديمقراطية في الوطن العربي؟

- هذه القضية سابق أوانها لا أستطيع التحدث فيها.

*بعد اعلان أبو مازن اعتزامه عدم الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة المقرر لها في يناير القادم. في منظوركم هل هي فرقعة اعلامية أم مناورة لحث كلا من أميركا واسرائيل على وقف الاستيطان واستئناف المفاوضات معهم مرة أخرى؟

- لا أعلم لماذا يقرر الرئيس محمود عباس عدم الترشح في الانتخابات الرئاسية.

*هل سيكون هناك نوع من التعاون بين المجلس العربي للشؤون الاقليمية والدولية والمجلس المصري للشؤون الخارجية ؟

-هذا المجلس اقليمى يعنى بالشؤون المصرية الخارجية فقط، ومن المؤكد أنه سيكون هناك تعاون بيننا، فضلا عن أى مجالس اقليمية سيكون لنا تعاون معها.

* وماذا عن آفاق التعاون بين المجلس ومراكز الأبحاث السياسية والاستراتيجية المختلفة بالوطن العربي؟

- كل هذه المراكز سيكون لنا علاقة معها وسنتصل بها وسنتباحث ونتعاون معها.

*تحت قبة مجلس الأمة من يحاول التحذير من تعديل الدستور وخاصة مع ذكرى تأسيس واعلان الدستور يوم 11نوفمبر. فما تعليقكم ؟

-أنا ضد تعديل الدستور الا لمزيد من الحريات، وأيضا ضد تنقيح الدستور وكذلك الحل غير الدستورى ومهما كان مجلس الأمة مخطئا تعدل من الداخل مسيرته النيابية، وألايحل مجلس الامة حلا غير دستوريا فأنا ضده جملة وتفصيلا، والمجلس وجد ليبقى والأمير له حق الحل لمجلس الامة متى شاء، واذا كان الأمير غير مرتاح لمجلس الأمة يستطيع أن يحله، وأيضا اذا كان غير مرتاح للحكومة يستطيع أن يحل الحكومة وهذا قراره ونحن نعتقد أننا بأيد أمينة.

*هناك من اقترح بتأسيس لجنة للقيم من خلال أمانة مجلس الأمة وذلك بهدف الحد من تجاوزات بعض النواب والاساءة للديمقراطية. فما رؤيتكم لهذا الاقتراح؟

-ماهى اللجنة ؟ وماهى حدود الاساءات ؟ ولجنة القيم هذه لا توجد في مجلس العموم البريطاني ولا في الكونجرس الأميركي ولا في الجمعية الوطنية الفرنسية، ويوجد في مجلس الأمة لجنة الظواهر السلبية وهى أشياء سخيفة أعتبرها، ومن الذى سيشكل لجنة القيم ؟ هل معقولة نائب يقيم نائب؟ أو أنه فرد من خارج المجلس يقيّم نائب منتخب من الشعب، فمن الصعب تحقيق ذلك.

*أخيرا ماهو تصوركم المستقبلي للمرحلة القادمة بالكويت؟

-أتمنى أن تكون الحكومة قوية، وتواجه مجلس الأمة وتطبق الدستور ولا تنحني للمطالب النيابية الغير عادلة في بعض الأحيان، وبالتالي لو رأينا حكومة قادرة و قوية ولا تهاب تهديدات الأعضاء سوف تتحسن ظروف البلد.


تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1552


خدمات المحتوى


تقييم
1.01/10 (42 صوت)