المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأنشطة الاعلامية
مقابلات صحفية
محمد الصقر: مقولة إن التيار الراديكالي هو المستفيد الأكبر من صوت المرأة فرضية
08-12-2005 04:35
جريدة الشرق الأوسط



نائب رئيس البرلمان الكويتي لـ«الشرق الأوسط»: أؤيد الحكومة في توظيف علاقاتها مع واشنطن ولم نطبع مع إسرائيل رغم علاقاتنا مع الولايات المتحدة







الكويت: «الشرق الأوسط»

شدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية ونائب رئيس البرلمان الكويتي محمد جاسم الصقر، على أهمية دور الوسيط، الذي باتت الكويت تلعبه مؤخراً بشكل واضح في تقريب وجهات النظر العربية، داعياً حكومة بلاده إلى مواصلة جهودها في توظيف علاقاتها المتميزة مع واشنطن لتعميق الفهم لوجهات النظر العربية، مما سوف يساعد على تخفيف حدة التوتر في المنطقة.

ولفت الصقر إلى أن أحد أبرز الأخطاء التي ارتكبتها الإداره الأميريكية في المنطقة هو استفزارها لجيران العراق، رافضا في ذات الوقت ما ذهب إليه رئيس البرلمان الكويتي، بأن أميريكا بيتها من زجاج، على خلفية انتقادات وجهت للكويت بخصوص حقوق الإنسان.



وقال الصقر في حواره مع «الشرق الأوسط» إن الحكومة الكويتية لا تمتلك رؤية واضحة لمحاربة الإرهاب، لافتاً إلى أن عدداًُ من المتهمين بارتكاب أعمال إرهابية، أطلق سراحهم وهم مطاردون الآن في الشوارع. كما كشف عن تلقيه عروضاً لإنشاء مدينة إعلامية من دول عربية على خلفية تباطؤ الحكومة الكويتية في حسم هذا المشروع الذي تقدم به للحكومة الكويتية منذ عشر سنوات.



* كنت من أشد المتحمسين لمنح المرأة حقوقها السياسية، رغم أن هناك انطباعا شائعا أن التيار الراديكالي، سيكون المستفيد الأكبر من صوت المرأة هل تتفق مع تلك المقولة؟



ـ لقد كنت منسجماً مع مبادئي، وفعلنا الشيء الصحيح، وهو إقرار حق المرأة وإعطاء الإنسان حقوقه، أما أين تتجه أصوات المرأة، فتلك مسألة أخرى، وتعتمد على المرأة نفسها. صحيح أن هناك احتمالا أن لا أستفيد من أصوات المرأة، وأنها قد تصب في غير صالحي، فتلك قفزة في المجهول، بلا شك الكل الآن يريد استقطاب أصوات النساء سواء من أيد حقوق المرأة أم من لم يؤيد، فالتيار الإسلامي يأمل أن تصب أصوات المرأة في صالحه حتى وإن حاربها. ونظرياً التيار الإسلامي في الكويت هو تيار منظم أكثر من التيار المستقل أو الليبرالي، ولديه قدره أكبر الاستقطاب وفي ذات الوقت النتيجة مرهونة بأداء التيارات الأخرى وماذا ستفعل لاستقطاب المرأة، وتبقى مقولة أن التيار الراديكالي هو المستفيد الأكبر، فرضية ينقصها الدليل بانتظار، أن تثبت التجربة صحتها أو خطأها.



* ما هو تقييمك لأداء الحكومة في التعامل مع ملف الإرهاب، منذ الأحداث الأمنية التي أودت بحياة رجال أمن كويتيون؟



ـ أجهزة الأمن تعاملت مع الأحداث بحصافة، وهناك استقرار أمني ملحوظ في الكويت، لكني لا أعتقد أن الحكومة لديها رؤية واضحة لكيفية محاربة الإرهاب، الدليل على ذلك أن هناك الكثير من الإرهابيين ممن يخرجون من الكويت ويتجهون للقتال في أفغانستان والعراق، وهناك الكثير ممن اتهموا بأعمال إرهابية تم إطلاق سراحهم ثم قامت الحكومة بملاحقتهم، ومنهم من هو مطارد الآن.. وأتمنى أن تواصل الأجهزة الأمنية خططها لمواجهة هذه الآفة، وألا تهمل هذا الملف.. لنواجه، لا سمح الله، بتداعيات أكبر في المستقبل.



* عادة الكويت لعب دور الدولة الوسيطة في بعض القضايا الإقليمية، التي توجت في يوليو (تموز) الماضي، بالزيارة التي قام بها وزير الخارجيه الكويتية إلى واشنطن، حينما حمل معه بعض الملفات الإقليمية والخليجية، وربما الرسائل، بوصفك رئيساً للجنة الشؤون الخارجية ومعنياً بشكل مباشر بسياسات الدولة الخارجية، كيف تقيم هذا التوجه؟



ـ كانت الكويت تلعب هذا الدور ولوقت طويل، إلى يوم الاجتياح العراقي للكويت، بعدها أصيبت السياسية الكويتية بنوع من الإحباط، ونستطيع أن نقول بالنكسة، وبعد سقوط النظام العراقي بدأت الكويت شيئاً فشيئاً تستعيد اهتمامها بذلك الدور، وتبادر إلى لعب دور الوسيط وتقريب وجهات النظر العربية، وقال لي مسؤول أميريكي كبير أثناء زيارة الشيخ صباح الأخيرة إلى واشنطن، هذه ثاني مرة يأتي فيها الشيخ صباح لواشنطن، ليتحدث عن القضايا العربية والإقليمية قبل أن يتحدث في قضايا تخص الكويت، ألا يوجد لديكم قضايا لتناقشوها تخص علاقاتكم بالولايات المتحدة، ماذا تقصدون من وراء ذلك؟ بالتأكيد هناك من لا يؤيد رئيس الوزراء في هذا التوجه، ولكني أؤيده وأعتقد أن هذا دور حتمي للكويت، وخصوصاً لأن الكويت دولة محبة للسلام ولها دور مشهود في قضايا السلام الدولي، رئيس الوزراء ناقش مع الإدارة الأميريكية هموم أطراف عربية وإقليمية مثل سورية وإيران ووظف علاقات الكويت الجيدة مع واشنطن لشرح وجهة النظر العربية، وأعطى نصائح للإدارة الأميريكية بهذا الخصوص، وهذا سينعكس إيجاباً على تعميق فهم الولايات المتحدة للمنطقة وهمومها.



* حصلت تجاذبات كثيرة مؤخراً على صعيد العلاقات الأميريكية ـ الكويتية، وأثار تصريح رئيس البرلمان الكويتي السيد جاسم الخرافي بهذا الخصوص جدلاً واسعاً، هل تتفق معه فيما ذهب إليه من أن أميريكا بيتها من زجاج، ولا يجدر بها قذف الآخرين بالحجارة؟



ـ الأخ جاسم الخرافي أخي وصديقي وقريبي، وأنا أخوض الانتخابات معه في منطقة واحدة، إنما الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية، أنا أختلف معه في أن بيت أميريكا من زجاج، أنا لا أعتقد أن بيتهم من زجاج، وإذا كانت أميريكا منزلها من زجاج، فمن من الدول بيتها من حجر؟ من ناحية أخرى لست معه تماماً في التحسس من وجهات النظر الأميريكية، فإذا كان الحال كذلك لماذا سمحنا لهم بالتدخل في شؤوننا عام 90 وبتحرير الكويت، لماذا نعقد اتفاقيات أمنية معهم؟ كذلك لماذا اعتبرتنا أميريكا حليفاً من خارج الناتو، أليس لهذا الاعتبار استحقاقات؟ أميريكا تتدخل في شؤون العالم كله، أميريكا حررت العراق ولم تأخذ موافقة الأمم المتحدة، وأميريكا ليست عادلة بالتأكيد عندما يتعلق الأمر بالصراع العربي الإسرائيلي، وأمور أخرى، ولكني أعتقد أننا نحن من نعيش في منازل زجاجية لا أمريكا، ونحن لنا في الكويت قرارنا، وهذا واضح بالنسبة لقضية التطبيع مع اسرائيل، فإننا لم نقم بذلك رغم علاقاتنا المميزة مع الولايات المتحدة.



* كيف تنظر للتركيبة البرلمانية، وهل تعتقد أنها ستبقى معيقة لكثير من القضايا التنموية المهمة والإصلاحات؟



ـ التركيبة البرلمانية تعكس الشارع الكويتي، وبعدم وجود إصلاح سياسي جدّي في البلد، ستبقى عائقا للتنمية وللإنجازات، إذا أردنا الإصلاح، فالإصلاح دربه معروف، فهناك قانون إشهار الأحزاب، تعديل قانون الانتخابات والدوائر الإنتخابية، فالقانون الحالي يفرز من يصل عبر المال والرشوة، ومن ينقل الأصوات ومن يقدم الخدمات، والدوائر الخمس في رأيي هو التصور الأمثل، كما ورد في اقتراح النائب أحمد السعدون، المحور الرابع، فالإصلاح هو حرية إصدار الصحف والنشر هناك خمس صحف تحتكر الرأي في الكويت، وأنا أنادي بحرية إصدار الصحف، وإن كنت ممن يملكون في إحدى تلك الصحف.الحكومة لن تستطيع القفز على الإصلاح السياسي والبدء في الإصلاح الإقتصادي، الإصلاح الاقتصادي بلا الإصلاح السياسي لا قيمة له.



* تقدمتم بمبادرة قبل سنوات للحكومة لإنشاء منطقة حرة للإعلام والتكنولوجيا، وتأهلت الشركة المساهمة التي تترأسها للمشروع، ثم تضاربت الأنباء حول ترسيتها، هل تم إجهاض المشروع؟



ـ تبنيت مشروع المنطقة الحرة للإعلام والتكنولوجيا والإنترنت، منذ أكثر من عشر سنوات، وحاولت إقناع الحكومة بتنفيذه، لكنها لم تفعل شيئاً، بعد جولة الشيخ صباح الآسيوية وتشجيعه للمبادرات الاقتصادية تحمست وأخذت دراسة المشروع لوزير التجارة، الذي أثنى عليه وقال إنه ينبغي أن أقدم طلب، وقدمت الطلب بتاريخ 28 يوليو 2004، ثم صرح وزير التجارة للصحافة الكويتية حول الموضوع، مما دفع بـ28 مستثمرا للتقدم خلال يومين، ومن ثم عرض على مجلس الوزراء أن هناك 29 شركة تقدمت للمشروع، ومن ثم شكل مجلس الوزراء لجنة لمعرفة صاحب المبادرة في المشروع، فتوصلت اللجنة إلى أن الشركة المساهمة، التي أترأسها هي صاحبة المبادرة فتم إعطاء الشركة 25% من المشروع، بالرغم من أننا طلبنا 40% بالإضافة لتخصيص 10% من المشروع لشركة تكنولوجيا حكومية، وتخصيص 50% للاكتتاب العام، وتم منح 15% للشركات التي تقدمت بعد تصريح وزير التجارة، صدر القرار في أواخر ديسمبر 2004 وتقدمت على هذا الأساس بطلب للحكومة لتخصيص أرض لتنفيذ المشروع وحددت بأنه يفضل أن تكون الأرض ذات منفذ بحري، وتركت لهم تحديد الموقع المناسب، وحددت وزارة المواصلات وأصدرت البلدية توصية بأن الموقع ملائم للمشروع، وكان يجب أن تعرض على المجلس البلدي في يوم 14 فبراير الماضي، أحد الزملاء النواب أطلق تصريحا بأن وزير المواصلات قام بمخالفة بهذا الإجراء، فقام وزير المواصلات بسحب رسالته الأولى، ومنذ ذلك الحين والموضوع عالق، ولم تقم الحكومة بواجبها في توضيح الحقائق ونشر البيانات، التي تفيد بأن جميع الإجراءات كانت قانونية وسليمة وتركتني أتحمل الانتقادات، التي لا تتحرى الحقائق، قيل لي بأنه يجب أن أقدم طلبا جديدا، ولكني لن أقدم طلبا مرة أخرى، فرئيس الوزراء وخمسة وزراء في الحكومة أكدوا لي بأني صاحب حق، ويجب أن أتابع المشروع، ولكن على الحكومة دور بأن تظهر الحقائق وتزيل اللبس، فليس دوري أن أشرح المشروع لكل نائب يتهمني، ومن ثم يعتذر مني، اليوم لدي عرضان من دولتين عربيتين لتنفيذ المشروع.



* كيف تنظر للتغيير الأخير في إيران، هل ترى أن عودة المحافظين ستتسبب في نكسة في علاقات إيران بمحيطها الإقليمي؟



ـ لا أريد استباق الأحداث، إيران دولة مهمة وصديقة ودولة كبيرة، يمكن أن يستطيع نجاد وبسبب انتمائه للتيار المحافظ، أن يحظى بعلاقات متميزة مع المرشد العام علي خامنئي، ومن خلال تلك العلاقة، ربما يستطيع أن يلعب دوراً حيوياً لم يكن خاتمي قادراً على ممارسته، بسبب الكثير من العراقيل، لكونه إصلاحياً. لذا أقول دعونا لا نتسرع في إطلاق الأحكام، ولننتظر حتى نحكم بناء على الأداء وليس التوقعات.



* يبدو أن الوضع في العراق لم يعرف الاستقرار بعد، هل تعتقد أن الوضع هناك سيشهد مزيدا من التعقيد والعنف؟



ـ الوضع في العراق سيئ. واضح أن الأميركان ارتكبوا كثيرا من الأخطاء، وليس فقط حل المؤسسة العسكرية المؤسسة السياسية الأمنية وحزب البعث، الخطأ الأكبر هو أنهم لم يرتبوا أمورهم مع دول الجوار، استفزوا دول الجوار، وهذا ما اقلق السوريين والإيرانيين، والحدود كانت مفتوحة، وبالتالي تحولت الساحة العراقية لمسرح قتال مفتوح، لمن يريد الانتقام من أميريكا. المشكلة هي أن هناك عقليات تدميرية تنشط في الساحة العراقية، هناك من يقتل العراقيين، ويعتقد أنه سيذهب إلى الجنة، وهذا ما أكده لي أحد المسؤولين العراقيين، قال لي أنهم ألقوا القبض على أحد الانتحاريين قبل أن يفجر نفسه، فسألوه لماذا تريد أن تفجر نفسك، فقال أريد أن أذهب إلى الجنة، وقلنا له ما ذنب الأبرياء الذين سيقتلون، فقال سآخذهم معي إلى الجنة!!



* كيف تنظر لتوتر علاقات بعض الدول العربية بالولايات المتحدة، هل أنت مع الرأي القائل أن هناك دولا عربية تسهل مهمة استهدافها؟



ـ نعم، أعتبر نفسي صديقا لسوريا، وأنا أنتقدها من منطلق محبة، سوريا ارتكبت خطأ استراتيجيا فادحا في لبنان، عندما جددت لإميل لحود، وأنا قلت هذا الكلام للرئيس بشار للأسد، وأعتقد أن السوريين بدؤوا بتصحيح مسارهم، وخصوصاً بعد الانسحاب من لبنان، وعليهم القيام بمزيد من الإصلاحات، وخصوصاً ما يتعلق بالحريات العامة والإصلاحات الإقتصادية الملحة، على سوريا ألا تجعل من نفسها هدفاً سهلاً!. وبعيداً عن الضغوط الأمريكية أستطيع أن أقول نحن في هذه المنطقة آخر من يفهم لغة العصر، بعد سقوط الاتحاد السوفييتي اتجه العالم للديمقراطية، أوروبا الشرقية وأميريكا اللاتينية وشرق آسيا، كلها اتجهت إلى الديمقراطية، العالم العربي وحده يبقى بعيداً عن ذلك التيار الديمقراطي الجارف، العالم العربي وحده ينتظر من يملي عليه الإصلاحات، وهذه الحالة لا يمكن الإبقاء عليها خاصة بعد التغييرات الدولية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 الإرهابية.




الذين يتجاهلون أن العالم العربي برمته يرقب ما يحدث في الكويت، بمحبة وقلق. وبعد رسالة الصقر، بشيء من الخوف أيضا.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1470


خدمات المحتوى


تقييم
1.01/10 (44 صوت)